الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
مجاهد والساسي ومن معهما.. المؤتلفة قلوبهم

المنطلق الخاطئ لمشروع أرضية اليسار الوحدوي

 
محمد سدقاوي
 
 
انبنت أرضية اليسار الوحدوي على فكرة مفادها أن القيادة لم تلتزم بمخرجات المؤتمر، ومن أجل أن تعطي المصداقية لفكرتها ذهبت إلى سرد فقرات من وثائق الأفق الجديد والمرتبطة بالاندماج، لتصل إلى خلاصة مفادها أن المؤتمر قرر الاندماج قبل انتخابات 2021، وكان على القيادة أن تدبر هذا الزمن للوصول إلى مؤتمر اندماجي، لكن الحقيقة التي تغافلت على ذكرها أو بالتدقيق محاولة استغفال المناضلين بعدم ذكرها هى البيان العام للمؤتمر.
 
فالبيان العام لم يحدد زمنا للاندماج، بل جاء بتلك الصيغة التى يحفظها الرفيق الساسي عن ظهر قلب، وهي الأفق المنظور للاندماج، لكنه تركها جانبا، لسبب بسيط هو أنها لا تخدم الفكرة القائلة إن القيادة لم تلتزم بقرارات المؤتمر. وهذا يمس من الناحية العلمية الكتابة الموضوعية للرفيق الساسي.
 
إذن يبقى السؤال حول قرارات المؤتمر، التى لم تلتزم بها القيادة، وهذا غير صحيح، مادام البيان العام يفنّد تحديد تاريخ المؤتمر، الذي حاولت الأرضية من خلاله رفع الشرعية على القيادة واتهامها بالخروج عن قرارات المؤتمر.
 
لكن أصحاب الأرضية يعلمون أن موضوع الاندماج نوقش في آخر دورة للمجلس الوطني، وأن الرفيق الساسى، بصفته منسقا لسكرتارية المجلس الوطني، أعطى التوجه العام للمجلس وهو تأجيل الاندماج لما بعد الانتخابات؟ فما الذي استجد من آخر دورة للمجلس إلى الآن ليكتب أرضية منطلقها عدم التزام القيادة بمخرجات المؤتمر؟ ومن الذي لم يلتزم هل القيادة أم الموقعون على الأرضية؟
 
الذي استجد هو انعقاد الهيئة التقريرية للفدرالية، وكما يعلم الجميع يوجد بها غالبية الموقعين على هذه الأرضية، وبدل أن يطرحوا التوجه العام للمجلس الوطنى القاضي بتأجيل النقاش حول الاندماج لما بعد الانتخابات، وإعطاء الأهمية لهذه الأخيرة، استغلوا أغلبيتهم في الهيئة التقريرية، وداسوا على قرار المجلس الوطني، ليصيغوا مع الحزبين الآخرين توصيات، أهمها حل الأحزاب والتوجه مباشرة لمؤتمر اندماجي، ودعوة مجالس الأحزاب الثلاثة لقبولها جميعها أو رفضها. أي سياسة فرض الأمر الواقع، ومحاولة استصدار قرار الاندماج من المجلس الوطني قبل الانتخابات بحل الحزب دون عقد مؤتمره المقبل.
 
إذن، هذه التوصيات هي جوهر الخلاف، والاختلاف كان حول شكلية المسطرة من خلال توجهين:
 
الرأي الأول: هو طرح توصيات الفدرالية داخل المجلس الوطنى المقبل للتصويت عليها بالرفض أو القبول، وهو طرح أصحاب الأرضية، الذي أشاروا له في ثناياها.
 
الرأي الثاني: هو عدم طرح تلك التوصيات مادام أن المجلس الوطني قال كلمته، وأن العودة للحديث عن الاندماج هو ما بعد الانتخابات، بالإضافة إلى أن الصيغة التى جاءت بها تلك التوصيات بالقبول أو الرفض دون إدخال تعديلات عليها، ومناقشتها، هو استصغار للمناضلين، وضرب لاختصاصات المجلس الوطني كهيئة تقريرية.
 
وفي خضم هذا النقاش حول جدول أعمال المجلس المقبل، نتفاجأ بنزول هذه الأرضية في وقت غير سليم هو زمن الانتخابات...
 
لتبقى فكرة الانطلاق المبنية عليها الأرضية غير صادقة، ويفنّدها البيان العام للمؤتمر الرابع. وسيبقى الاختلاف حول توصيات الفدرالية قائما، والتى من بينها حل الأحزاب دون عقد مؤتمراتها، وسيبقى أيضا المؤتمر الخامس هو الفيصل بين الجميع...
 
اذن، هذا هو جوهر الخلاف، أما ذلك التشخيص إلى حد شيطنة القيادة فهو تشخيص يعلم الجميع أسباب ذكره...