الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

انتخاب الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي الموحد

 
عبد الحق غريب
 
 
منذ أن تحمّلَت الرفيقة نبيلة منيب مسؤولية قيادة الحزب الاشتراكي الموحد، بعد المؤتمر الوطني الثالث، وإلى حدود تاريخ انعقاد المؤتمر الوطني الخامس، لم يُسجل (حسب علمي) أنها اتخذت قرارا انفرديا... كل ما يتعلق بالحزب كان يناقش داخل الهياكل (المجلس الوطني، المكتب السياسي...)، والقرار يتم الحسم فيه مؤسساتيا وديمقراطيا.
 
صحيح أن كل القرارات لا يكون عليها الإجماع، وبعضها يعرف نقاشات حادة وجدالا وأخذا وردا وما إلى ذلك... وهذا طبيعي وصحي.. المهم أنه، في نهاية المطاف، يكون الحسم داخل المجلس الوطني أو المكتب السياسي، بشكل ديمقراطي.
 
ماذا يعني هذا؟
 
هذا يعني بكل بساطة أنه لا خوف على مستقبل الحزب الاشتراكي الموحد، لأنه حزب المؤسسات، والحزب محصّن من أي انزلاق... وكل من يعتقد أن الأمين العام المقبل قد يزيغ عن السكة، فإنه إما يستهين بالعمل المؤسساتي في الحزب الاشتراكي الموحد، أو لا يؤمن به.
 
لا يختلف اثنان في القول إن الأمينة العامة لعبت دورا كبيرا في إشعاع الحزب وحضوره في المشهد السياسي.. هذه حقيقة، وباعتراف الخصوم قبل الأصدقاء والحلفاء.
 
أما السؤال، الذي استأثر باهتمام كبير لمناضلي ومناضلات الحزب ومعهم الرأي العام الوطني قبل وبعد المؤتمر الخامس، فهو:
 
هل الأمين العام، الذي سيخلف الرفيقة نبيلة منيب، قادر على أن يسير على نهجها وبنفس "الإيقاع"؟
 
الجواب عن هذا السؤال سابق لأوانه، والأيام وحدها كفيلة بذلك، خاصة وأن لا أحد منا كان يتوقع أو يتكهّن أن الرفيقة نبيلة منيب، عندما تحملت المسؤولية في يناير 2012، ستدخل التاريخ من بابه الواسع، وسيسطع نجمها في سماء المشهد السياسي وطنيا وإقليميا ودوليا، وستترك بصمة أيقونة اليسار على صفحة الاشتراكي الموحد.
 
من أجل كل هذا، أرى أن الأمين العام، الذي سينتخبه المجلس الوطني، يوم الأحد المقبل (5 نونبر 2023)، لا يصح الحكم عليه قبل ممارسته لمهامه... ويمكن القول إنه لا يمكن أن يقوم بدوره كاملا إلا بوجود مكتب سياسي قوي ومنسجم وداعم، ومجلس وطني فاعل ومسؤول... وما علينا نحن أعضاء المجلس الوطني، يوم 5 نونبر، إلا أن نستحضر مصلحة ومستقبل الحزب، وأن نعمل على استكمال دورة العرس الديمقراطي، باختيار رجل المرحلة، الرفيق الذي تتوفر فيه مقوّمات القيادة، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، في جو رفاقي ديمقراطي ومسؤول...