الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فرنسا تنغلق كبيضة دجاجة.. آن أوان تغيير جذري لعقيدة المغرب اللغوية نحو الإنجليزية

 
يونس وانعيمي
 
بعد قرار فرنسا تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني البلدان المغاربية الثلاثة المغرب والجزائر وتونس، في ما يعدّ تنازلًا لليمين واليمين المتطرف في مسألة الهجرة قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية، أعتقد أنه آن أوان تغيير جذري شجاع لعقيدة المغرب اللغوية، والتشاركية، واعتلاء لواء الإنجليزية رسميا ومؤسساتيا (بالتدريج الحاسم).
 
الخروج من الفرنسية يعني الخروج من التبعية لفرنسا والتخلص من عقدتها وفتح الباب لتحويل الهجرة والمعرفة والصناعة والعيش المشترك مع: بريطانيين وإرلنديين ونيوزيلانديين وسنغافوريين وأستراليين وأمريكيين.. حجبنا الاستلاب الفرنسي من رؤية الآفاق الرحبة وراء العيش معهم.
 
نفس الاستلاب حرمَنا من التوجه نحو دول حسمت في عقيدتها اللسنية الإنجليزية، كإثيوبيا وتركيا وأوكرانيا وأذربيجان واليابان وكوريا الجنوبية والهند وباكستان... ولست أبالغ إذا قلت إنه كان لوقع اللغة أثر على النهج التنموي وتحسين نقط التنمية المستدامة لهذه الدول.
 
العالم اليوم يتحرك "تكتونيا" ليعيد خارطة الأقطاب، ونحس بأننا نعيش إعادة توطين حضاري للعالم مختلف عما عاشه إبان وبعيد الحربين العالميتين.
 
وأظن أن قرار فرنسا خفض عدد التأشيرات الموجّهة لطالبيها المغاربة، بنسبة خمسين في المائة، هو مؤشر بداية: بداية الخروج من هذا "القدر المفبرك" المسمى فرنسا والمنعوت بالفرنكفونية.
 
طبعا سنكون أغبياء إن نحن محونا بشكل كلي ومتسرع وأحمق الإرث المعرفي والثقافي والحضاري للفرنسية... لكن سنكون أذكياء إن نحن قمنا باستثماره للتموقع المريح داخل العالم الأنجلوساكسوني باعتبار إرثنا الفرنسي عاملا داعما في مسلسل اندماجنا الأنجلوساكسوني المحتوم بمنطق العولمة.
 
لتغلق فرنسا كل أبوابها وفق العقيدة الغبية ليمينها المتطرف المستحوذ. ولكن، قبل ذلك وبعده، على فرنسا ألا تنسى أن رونقها الحضاري وموقعها وقوتها كانت نتيجة لأنها حضارة اختلاف وتعايش، وليس لأنها حضارة مغلقة كبيضة دجاجة!