الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

طوفان بشري في خرّاطة.. عودة الحراك الشعبي في الجزائر أكثر تصميما لإسقاط نظام العسكر (+ صور)

 
احتشد الآلاف من المتظاهرين ونشطاء الحراك الشعبي الجزائري، اليوم الثلاثاء 16 فبراير 2021، في مدينة خراطة في ولاية بجاية، التي تبعد حوالي 300 كلم شرق العاصمة، قدموا إليها من كل ولايات الجزائر، حيث شارك الجميع في مسيرة شعبية تخلد للشرارة الأولى للذكرى الثانية للحراك الشعبي، الذي كان انطلق بعد أسبوع من تنظيم مسيرة خراطة يوم 16 فبراير 2019، فيما يستمر الحشد استعدادا لاستئناف مظاهرات الحراك الشعبي يوم الاثنين المقبل، 22 فبراير 2021، تحت شعار مركزي هو إسقاط حكم العسكر، أو نظام الجنرالات، برفع شعار "دولة مدنية ماشي عسكرية"...
 
 
وحققت مختلف مكونات الحراك الشعبي نجاحا ملموسا في التعبئة، التي خاضتها أمس الاثنين 15 فبراير 2021، من أجل إنجاح الحشد لمسيرة اليوم، التي شهدتها مدينة خراطة، والتي بدا فيها الحراك الشعبي متماسكا، ومصمما على إسقاط النظام، إذ ضاقت الشوارع الرئيسية في المدينة بالمتظاهرين من سكان خراطة والبلدات المجاورة، وكذا الآلاف من المتظاهرين الذين وفدوا عليها، منذ مساء أمس الاثنين...
 
ورُفعت خلال المظاهرات شعارات تجدد العهد مع مطالب الحراك المعلنة منذ 22 فبراير 2019، والمتعلقة بإطلاق مسار انتقال ديمقراطي حقيقي، واستبعاد الجيش من صناعة الخيارات، وبناء مؤسسات مدنية شرعية. وطافت المسيرة الشوارع وصولا إلى الساحة الكبرى وسط المدينة، ورُفع العلم الوطني والراية الأمازيغية.
 
 
وردد المتظاهرون شعارات "سنواصل بالسلمية، لننتزع العسكر من المرادية"، و"نازلين في 22، وماحناش خايفين"، و"قلنا العصابة تروح، إما نحن وإما أنتم"،  "من أجل استقلال الجزائر"، و"تبون وصل بالتزوير، عيّنه الجيش"، و"الجنرالات في سلة المهملات"...
 

ومثلت مظاهرات اليوم شبه مؤتمر للنشطاء المفرج عنهم من كل الولايات، حيث التقوا جميعهم في هذه المظاهرات للتأكيد على تمسّكهم بمطالب الحراك الأساسية، وعدم تراجعهم عن نضالهم، برغم السجن والملاحقات القضائية التي تعرّضوا لها. ورُفعت خلال المظاهرات صور النشطاء الموقوفين في السجون، خاصة الصحافي خالد درارني، الموقوف منذ السابع من مارس 2020، والناشط في الحراك في الجنوب محاد قاسمي، والناشط السياسي رشيد نكاز، الذي يُتهم نظام الجنرالات بمحاولة اغتياله في سجن بعيد عن العاصمة، والقيادي الحراكي إبراهيم لعلامي، والناشطة دليلة توات، وغيرهم من النشطاء.
 
وشارك في مظاهرات خراطة، اليوم، قادة أحزاب سياسية، على غرار رئيس "حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" محسن بلعباس، ورئيس "الحركة الديمقراطية الاجتماعية" (الحزب الشيوعي سابقاً) فتحي غراس، ورئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" (قيد التأسيس) كريم طابو، ورئيسة "الاتحاد من أجل التغيير" (قيد التأسيس) زبيدة عسول، وعدد كبير من الناشطين والحقوقيين البارزين الملتزمين بخيار الحراك الشعبي، كعبد الغني بادي ومصطفى بوشاشي وغيرهم...
 
وكانت مدينة خراطة شهدت، في مثل هذا اليوم من عام 2019، أكبر مسيرة شعبية نظمت مباشرة بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لولاية رئاسية خامسة...وتعد مدينة خراطة ذات رمزية سياسية وتاريخية، إذ هي إحدى المدن الثورية التي شهدت مجازر الاستعمار الفرنسي في الثامن من مايو 1945، والتي رح ضحيتها 45 ألف شهيد، ثم تعززت رمزيتها السياسية من كونها كانت أول مدينة جزائرية تشهد مظاهرات شعبية حاشدة مناوئة للنظام، لتنطلق منها شرارات الغضب إلى عموم مناطق الجزائر، ولم يمر أسبوع حتى كان ميلاد الحراك الشعبي، الذي أطاح بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة من السلطة...
 
وكانت مظاهرات الحراك الشعبي توقفت، منذ مارس 2020، بسبب فيروس كورونا، لكن نشطاء الحراك عادوا أكثر عزما وتصميما لاستئناف الحراك، بالتزامن مع ذكراه الثانية في 22 فبراير 2021، ومواصلته إلى حين إسقاط نظام الجنرالات...