الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
تبّون في مطار لشبونة وجد في استقباله الملحق العسكري وسفير الجزائر في البرتغال

جنرالات الجزائر حرّكوا تبّون في زيارة مفتعلة ومرتجلة وفاشلة إلى لشبونة

 
محمد نجيب كومينة
 
أغبى رئيس دولة في العالم استجدى زيارة للبرتغال على وجه الاستعجال، وأرادها "زيارة دولة"، وكان هدفه الأول والوحيد هو محاولة رشوة دولة أوروبية، عضوة في الاتحاد الأوروبي، بغرض التشويش على العلاقات البرتغالية المغربية، التي تعرف تطورا واضحا، تم دعمها بعد الإعلان عن الترشيح المشترك بين المغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية لاحتضان كأس العالم 2030، والزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة المغربي للشبونة.
 
فلربما اعتقد جنرالات الجزائر أن البرتغال، ذات التاريخ العريق، مثل مستعمرتها السابقة موزامبيق، وأنه بالإمكان شراء ذمم مسؤوليها بالإغراءات والرشاوي، ولذلك بعثوا بالرئيس الثرثار والغبي علّه يحقق اختراقا، غير أن ما حصل تحول إلى كارثة ديبلوماسية، إذ تصرفت الدولة البرتغالية على ضوء وعيها بأهداف الزيارة المستجداة، فلم تستقبله وفق الإجراءات البروتوكولية لاستقبال الرؤساء. ذلك أن تبّون لم يُستقبل لا من طرف رئيس الدولة، ولا من طرف الوزير الأول، ولا حتى من طرف وزير الخارجية، وكان أكبر مستقبليه درجة من الناحية البروتوكولية هو سفير الجزائر بلشبونة، ولم ينظم الرئيس البرتغالي لا حفل غذاء ولا حفل عشاء، لأن الزيارة لم تكن مبرمجة من قبل في ميزانية الدولة، والرئيس في البرتغال الديمقراطية لا يتصرف وفق هواه ولا يصرف كما يشاء، ولا يتحكم فيه العسكر، بكل تأكيد، منذ سقوط دكتاتورية سالازار العسكرية... وفوق ذلك، فقد كان تحرك الجالية الجزائرية الصغيرة في لشبونة كافيا لتنبيه البرتغاليين إلى من هو تبّون؟ وكيف هو النظام الجزائري، الذي لا يختلف في شيء عن النظام العسكري الدكتاتوري لسالازار، الذي تطارده لعنة التاريخ ولعنات البرتغاليين إلى اليوم...
 
ومادامت الأمور بخواتمها، فإنه يمكن القول إن تحريك تبّون نحو البرتغال، بعد منعه من حضور القمة العربية في السعودية، لم يحقق أي غاية من الغايات، التي تحرّك من أجلها، فلا هو غيّر الموقف البرتغالي المعبر عنه من طرف الدولة البرتغالية مؤخرا والداعم للحل التفاوضي برعاية الأمم المتحدة والمنوه بجدية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، ولا هو غيّر شيئا من التحالف المغربي الإيبيري لتنظيم كأس العالم 2030، ولا يمكن له بالتأكيد تغيير المعطيات القائمة على الأرض في ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين المغرب والبرتغال، إذ يعتبر المغرب شريكا أساسيا للجارة الإيبيرية.
 
لقد كان تبّون الخاسر الأكبر من هذه الزيارة المفتعلة والمرتجلة والفاشلة، وهناك من دفعوه لاقترافها بالجزائر بالتأكيد حتى يُقنعوا اصحاب عَمِّي تبون بأنه فاشل ولا يصلح لولاية ثانية... المغرب لم يخسر شيئا أيها الأغبياء، وربما ربح شيئا مهما يتمثل في اكتشاف المسؤولين البرتغاليين لمن يحكمون في جوارنا ولمرضهم بالمغرب الذي يُعمي بصرهم وبصيرتهم...