بعدما تعرّضتْ له من افتراس سياسي.. مشاورات مكثّفة لرسم أفق جديد للحركة الأمازيغية

 

 

 

بعد الاستياء الكبير والغضب العميق، الذي نتج عن عملية الافتراس السياسي، الذي تعرضت له الحركة الأمازيغية، بعد قنبلتها من الداخل قبيل الانتخابات من قِبل حزب إداري اخترق المجتمع بآلية المال الكثيف، واصطفاف أغلب ما يسمى بالنخبة الأمازيغية تجاوزا وراء هذا الحزب، وانضمام البعض الآخر له.. وبعد تنكر الحزب نفسه لكل التزاماته ووعوده في سبيل إنزال ورش ترسيم الأمازيغية وتثمين المكتسبات المحققة قبل الدستور، إذ ضرب الحزب، وهو يتزعم الحكومة ويترأسها، بعرض الحائط كل ما التزم به قبيل الانتخابات، بل أصبحت الأمازيغية تتعرض لنزيف خطير داخل المؤسسات في ظل هذه الحكومة الفاشلة التي يطالب الشعب برحيلها، وهي بالكاد لم تكمل عامها الأول، وتأكد أنها لا تملك شرعية شعبية، ولم تجد الأمازيغية أي موقع داخل السياسات العمومية للدولة، ولم تخلق لها الحكومة مناصب شغل، ولم تضعها في المكانة التي تستحقها في إطار مسلسل المأسسة المفترى عليه، وفي إطار ما يسمونه بمراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، التي يظهر أنها ستكون مراحل طويلة ستدوم قرونا من الزمن بفعل تلكؤ الفاعل السياسي تجاه ورش إدماج الأمازيغية في المؤسسات... وعدم تملك الحكومة وأحزابها لرؤية واضحة في هذا السياق...

 

وبعد كل هذا وذاك، وبعد مشاوراتنا مع العديد من الفعاليات الأمازيغية المحترمة والمستقلة ذات المصداقية، في إطار جمع الآراء والانصات المتبادل بيننا، في أفق حلحلة الوضع، يلح الجميع على ضرورة إشراك اكبر عدد ممكن من الفعاليات الأمازيغية وإشراكها في النقاش المفتوح، الذي بدأناه منذ مدة غير قصيرة... حتى تكون التصورات والمقترحات مبنية على أسس الفكر الجماعي، الذي يؤطر المنظومة الأمازيغية، نؤكد أن توجهنا دائما يسير على هذه المنطلقات ذاتها...

 

وحتى لا ندور في الحلقة المفرغة، لأن الإفراط في التشخيص يؤدي إلى اللاتشخيص وإلى العودة الاضطرارية إلى الصفر...

 

لذلك، ندعو الفاعلين الأمازيغيين المهتمين بالتنظيم والتفكير في مستقبل الحركة الأمازيغية التفاعل مع هذه المشاورات المفتوحة بين المناضلين والفاعلين المستقلين، لإعادة التوهج التنظيمي والتنظيري للحركة من أجل ضخ دماء جديدة وتجاوز النكوص والتذمر والتشتت... ورسم أفق جديد بفكر جماعي قوي.

 

المشاورات مفتوحة أمام الجميع (الفعاليات المستقلة) للمساهمة في الاقتراحات والتصورات الممكنة لإعادة النهوض...