الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

خبر مفرح جميل.. صدور حكم نهائي بإلغاء قرار طرد المفكر التنويري سعيد ناشيد من وزارة التعليم

 
تعبنا كثيرا من البؤس الذي شاهدناه وعايشناه في سنة 2021 هذه، التي تُوّجت بمقدم حكومة يقودها كبير تجار المحروقات، الملياردير عزيز أخنوش، وسجّلت سابقة في تاريخ المغرب المعاصر، أو ربما في التاريخ الإنساني، باعتبارها حكومة سجّلت أسرع إقالة في التاريخ بإعفاء وزيرة لم يمض على تنصيبها دستوريا أقل من 24 ساعة، واتخذت قرارات رعناء وهوجاء استعدت عليها كل فئات الشعب، آخرهم حماة العدل، المحاميات والمحامون، الذين ظلوا يشكلون علامة مضيئة في التاريخ المغربي، رغم كل الظلام، التي عرفته سنوات الرصاص، كانوا حماة للعدل وملاذا للمظلومين ضد الظالمين، وظلوا باستمرار رموزا للحركة الديمقراطية في بلادنا...
 
في خضم هذا البؤس "العظيم"، الذي جاء على أنقاض بؤس "أعظم"، كنا في حاجة إلى شيء مختلف، إلى أمر جميل سعيد نستعيد به الأمل في مغرب جديد، وهذا ما حصل، يوم أمس الأربعاء 29 دسمبر 2021، بإصدار المحكمة الإدارية بالرباط لحكمها القطعي والنهائي بإلغاء القرار الأهوج، الذي اتخذته وزارة التربية الوطنية، وبصم عليه، آنذاك، رئيس الحكومة الظلامي سعد الدين العثماني، ضد المفكر التنويري الأستاذ سعيد ناشيد، والقاضي بعزله من أسلاك وزارة التعليم...
 
لقد جاء هذا الحكم في وقته، على الأقل نفتح أعيننا على خبر مُفرح سعيد، وكلنا أمل في أن يكون الغد منظور أرقى وأسعد، حكم منصف وعادل لا ينتصر فيه القضاء المغربي فقط للأستاذ سعيد ناشيد، وإنما ينتصر، أيضا، للقضاء الأمل، القضاء العادل، وينتصر، كذلك، لكل الطاقات والكفاءات المغربية، لكل رموزنا الفكرية والثقافية والإبداعية، ويدين، في الوقت نفسه، وجوهَ الظلام، وكلَّ ضعاف النفوس، الذين دفعتهم انتهازيتهم الوضيعة إلى تحويل أنفسهم المريضة إلى مسدسات إجرامية بكاتمة صوت فاشلة، وفي المحصلة: الحكم يدين كل أعداء الفكر الحر...
 
كان خبرا مفرحا زفّه لنا مفكرنا الشامخ سعيد ناشيد، وهو يكتب هذه التدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك":
 
"أقوى هدية لرأس السنة.. المحكمة الإدارية بالرباط تصدر حكما قطعيا ونهائيا بإلغاء قرار طردي من وزارة التربية الوطنية، وهو الشطط، الذي سبق أن وقّع عليه رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية!
 
ويأتي هذا الحكم الجديد بعد حكم سابق بإيقاف التنفيذ، لم يُنفّذ لتماطل مجاني!.. وتجاوزًا، هذه أقوالي الآن:
 
أقول بصوت مسموع، نعم لقد قاضيتُ الدولة المغربية وفقا للقانون المغربي، غير أن المنتصر الحقيقي ليس أنا، بل دولة الحق والقانون. فتحية إكبار للقضاء الإداري المغربي، الذي اعتاد أن ينتصر للحق في مثل هذه القضايا المواطِنة.
 
وأقول أيضا، تحية إكبار لفريق هيئة الدفاع، الذي يتألف من الأساتذة محمد لحبيب حاجي، محمد الهيني، عبد الفتاح زهراش، محمد بوكرمان، حسن شرو، والذين تطوّعوا بروح نضالية عالية لأجل إنصاف "رأس مال رمزي"، تعرّض لظلم فاضح وتشهير مجاني.
 
ثم أقول، تحية إكبار للجنة الوطنية لدعم الأستاذ سعيد ناشيد، التي أشرف عليها نخبة من أبرز المثقفين التنويريين والناشطين الحقوقيين والجامعيين والأكاديميين بالمغرب.
 
وأقول في الأخير، كل عام والإنسانية بألف خير"...
 
إنها مناسبة جميلة لنتوجّه بأحر التهاني إلى المفكر المغربي سعيد ناشيد، وإلى لجنة الدفاع، وإلى كل المفكرين والمثقفين والمبدعين والنشطاء المدنيين، الذين تحدوا الظلام وبادروا إلى تشكيل لجنة للتضامن مع مفكرنا التنويري، سعيا إلى أن ترفع قوى الظلام في بلادنا أيديها عن كل التنويريين المغاربة، وأن تتحمّل كل الهيئات والمؤسسات ذات الصلة مسؤوليتها من أجل "تثمين الرأسمال الرمزي واحترام الوضع الاعتباري للكفاءات العلمية والفكرية والإبداعية"، في مغربنا الجميل...