الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بالفيديو.. محمد لومة يكشف أسرارا خطيرة عن اختطاف السافيني وما جرى بين أبو إياد والحسن الثاني

 
في اللقاء الوطني الرابع، الذي نظمه التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، يوم السبت 18 دسمبر 2021، في نادي المحامين في الرباط، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان الجمهور الحاضر على موعد مع مداخلة استثنائية، لمحمد لومة، الباحث المغربي في الحركة الوطنية وجيش التحرير، وأحد الفدائيين السابقين الذين عملوا مع الثورة الفلسطينية في معسكرات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كشف فيها أسرارا خطيرة عن استعمال القائد الفلسطيني الكبير صلاح خلف، أبو إياد، للمغربي الفقيه البصري، الذي أمده باسم المناضل المغربي محمد السافيني، ليكتري شُققا في حي أكدال في الرباط ليختفي فيها كومندو فلسطيني من 14 فدائيا، كان مقررا، حسب خطة فبركها أبو إياد، أن يقوم بتصفية العاهل الأردني الملك حسين خلال انعقاد القمة العربية السابعة في الرباط، ليتدخّل أبو إياد ويحيط الملك الحسن الثاني بالخطة، وليُبرز محمد لومة الدور القوي الذي لعبه الملك الحسن الثاني لفائدة القضية الفلسطينية، حيث ستقرر قمة الرباط الاعتراف لمنظمة التحرير الفلسطينية بالتمثيلية الحصرية للشعب الفلسطيني، ومن نتائج ذلك، بعد حوالي أسبوعين على القمة، وقوف ياسر عرفات، أبو عمار، أمام أزيد من 140 دولة في مقر الأمم المتحدة ليلقي خطابه الشهير، الذي كتبه الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن "غصن الزيتون وبندقية ثائر"...
 
 
طبعا، بالموازاة مع القمة، وبعدما أخذ الحسن الثاني علما بخطة أبو إياد، داهم الأمن المغربي الشقق المكتراة، واعتقال المُكتري المناضل المغربي محمد السافيني، الذي لم يظهر له أثر منذ ذلك الوقت، حيث يعتبر اليوم من ضمن المختطفين مجهولي المصير...
 
في مداخلته المكتوبة، التي شارك بها محمد لومة في لقاء الرباط، في سياق اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بدعوة من إدريس هاني، المنسق العام للتجمع العالمي لدعم خيار المقاومة، تحدث محمد لومة عن "الرفيق المناضل المغربي المغمور الذي ضحى بحياته من أجل فلسطين"، مذكّرا بحلول "الذكرى السابعة والأربعين لاختفاء محمد السافيني، الشاب الأمازيغي العُروبي، ورفيقي في التنظيم السري المسلح للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، على عهد سنوات الجمر والرصاص، ابن جماعة الساحل بإقليم تزنيت"، والذي أَوفَده محمد الفقيه البصري في أكتوبر 1974 من دمشق، حيث كان يدرس، إلى الرباط، لتنفيذ مهمة تاريخية كبرى بالتعاون مع القائد الفلسطيني أبو إياد.
 
وقال لومة إن هذه المهمة، التي كان مهندسها الفعلي هو المناضل صلاح خلف أبو إياد، كانت تتمحور حول ممارسة أقصى الضغوط السياسية والدبلوماسية والنفسية على الملك الأردني حسين، عشية انعقاد القمة العربية بالرباط، لإجباره على الإقرار الرسمي العربي المطلوب لاعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، ورفْع وصاية نظامه الهاشمي عن القدس والضفة الغربية...
 
ونظرا لأهمية الخطة، يضيف لومة، فقد كلف أبو إياد صديقه اللدّاوي، فخري العمري أبو محمد، الذي كان نائبه، في الوقت ذاته، في جهاز الأمن الموحد، وفي فصيل "أيلول الأسود"، بترؤس فريق من 14 عنصرا، ضمنهم ثلاث فتيات تونسيات من باب التمويه؛ كما حكى الصحافي خالد الجامعي.
 
ويقول محمد لومة:
 
في مذكراته التي تحمل عنوان "فلسطيني بلا هوية"، تحدث أبو إياد طويلا عن الإطار العام لهذه العملية؛ ولكنه أحجم عن ذكر التفاصيل، بما في ذلك اسم رفيقنا السافيني.
 
وبالفعل، انعقدت قمة الرباط لذلك العام (1974) في جو أمني خانق، ومليء بشائعات اعتزام اغتيال الملك حسين، بنفس طريقة اغتيال رئيس حكومته في القاهرة وصفي التل عام 1971، وجدّه عبد الله الأول في القدس في يوليوز 1951.. لذات الأسباب والدواعي!!؟
 
ثم خرجت القمة العربية بالقرارالتاريخي المطلوب، فلم يمض سوى أسبوعين اثنين، حتى كان الرئيس ياسر عرفات يُستقبل استقبال الأبطال بمقر الأمم المتحدة يوم 13 نونبر 1974.. ليلقي خطابه التاريخي الشهير أمام التصفيق الحاد والمتواصل لممثلي حوالي 140 دولة عبر العالم.. تلاها تخويل منظمة التحرير الفلسطينية صفة العضو المراقب، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
 
نعم.. لقد استرجع أبو إياد الفريق المكلف بالاغتيال عن طريق مصر.. هذا الفريق الذي لم يكن مزودا بما يلزم من أسلحة وذخائر حربية، حيث بقيت في مخازنها في إسبانيا.. كما قرر القائد أبو إياد، إمعانا في التضليل والمناورة، لدفع الحسن الثاني إلى إقناع صديقه الملك حسين بالتنازل الطوعي قبيل حدوث ما لا تحمد عقباه لاحقا.
 
وبعد ذلك، سيخصص الملك الحسن الثاني في الرباط ضيافة باذخة لأبي إياد وزوجته وأطفاله الستة ولثلاثة من كوماندو الرباط المفرج عنهم، بعد انتزاع الاعتراف الدولي الشهير، وذلك احتفالا بعيد ميلاد صلاح خلف المصادف ليوم 31-08-1975...
 
فماذا ننتظر للكشف عن رفيقنا محمد السافيني.. المختفي الوحيد في هذه العملية منذ حوالي 47 عاما؟؟
 
لقد لبى داعي ربه، بعد ذلك، كل من أبي إياد والفقيه البصري وهما على خصام شديد، بسبب التضحية برفيقنا السافيني بهذا الشكل؛ ذلك أن الفقيه ساورته شكوك قوية في البداية من أن يكون أبو إياد هو من أخبر الحسن الثاني شخصيا بالمخطط قبل حدوثه.
 
لقد تسلمت منظمة التحرير الفلسطينية 14 عضوا من تنظيم صلاح خلف (أبو إياد) من المغرب عبر مصر، حيث كان مقررا أن ينفذوا عملية ضد الملك حسين في الرباط في حال رفضه رفع وصايته عن القضية الفلسطينية، لقد عاد الفريق المكلف سالما وبقي مصير رفيقنا محمد السافيني مجهولا حتى اليوم، علما بأن لجنة الإنصاف والمصالحة اعتبرته رسميا في عداد مجهولي المصير، والمؤلم هو أن لا أحد يتكلم عنه، بعد كل هذا الغياب الطويل منذ أكتوبر 1974.
 
وحسب ما ذكر لي السفير أبو مروان، الذي كان في إبانها مديرا لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالرباط، فإن المسألة برمتها كانت أشبه بـ"مسرحية" نسج خيوطها كل من صلاح خلف والملك الحسن الثاني، ولم ينتج عنها أي ضرر.. وبالعكس، أسفرت عن انتصار ديبلوماسي كبير للقضية الفلسطينية، كما أن فريق التنفيذ (المزعوم) استفاد من ضيافة ملكية باذخة بالرباط بعدها بعدة أشهر، والتي ذكرها أبو اياد في مذكراته المنشورة (فلسطيني ...بلا هوية).
 
انتهت مداخلة محمد لومة، وكل الأمل أن تنتهي مأساة عائلة المناضل المغربي محم السافيني، الذي مازال مصيره مجهولا...