الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

لهذا السبب يتحدّى المندوب الكثيري الحكومة ووزارة الداخلية ويتمرّد على التدابير الوقائية

 
نتعرّض، اليوم، إلى فصل جديد من عجائب المندوب الأكول لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، الذي ضاق درعا بالإجراءات الاحترازية، التي تعتمدها السلطات المغربية، لمواجهة انتشار جائحة كوفيد 19، لأنها تحد من تنقّلاته، التي تدرّ عليه تعويضات مالية تلبي لهفته إلى المال العام، ولهطته ونهمه للأكل والولائم...

ولذلك، فقد ظل يحاول، باستمرار، خرق سياسة التدابير الصحية والعمل ضد المخطط الوقائي، مثلما تدل على ذلك الإجراءات، التي اتخذها داخل الإدارة، وهو أمر مشهود عليه من طرف الموظفين، وخاصة الموظفين الموجودين في مناصب المسؤولية على الصعيدين المركزي والخارجي. وقد أدى به عناده وتماديه في خرق حالة الطوارئ الصحية إلى عزل رئيس مصلحة الموظفين في شهر أبريل 2020، والإتيان ببديل له من وزارة التربية الوطنية، لكن هذا الأخير سرعان ما طلب الإعفاء من مهامه والعودة إلى سلكه الأصلي في ظروف كثرت فيها الإفادات والروايات والتأويلات...

لقد استاء المندوب الأكول مصطفى الكثيري من سياسة الطوارئ الصحية، التي حرمته من تنقله الدائم داخل وخارج الوطن، ونزوله باستمرار ضيفا على المقاومين والخواص في مآدب تنظم له، وهو المتعطش إلى الاكل، وإلى جمع التعويضات عن التنقل الفعلي أو الصوري في الداخل والخارج.

واليوم، نجد أن المندوب الأكول يسارع إلى وضع برنامج رحلات مكوكية، يكشف، بالملموس، حجم لهفته ونهمه ولهطته، إذ عمد إلى إلزام ممثلي المندوبية السامية في بوعرفة والرشيدية وورزازت بوضع برنامج لما يسميه الاحتفال بمعركة جبل بادو ومنطقة تافيلالت.

ورغم التحفظات أو الرفض الذي أبدته السلطات الإقليمية لهذه المناطق، فقد أعاد الكرّة وألزم النواب الإقليميين بتنفيذ هذا البرنامج، متحديا الوضعية الوبائية، التي تهدد بانتكاسة محتملة، إذ قرّر المندوب الأكول أن يصحب معه زوجته، في هذه الرحلة التي تبتديء من وجدة، التي سيصل إليها بالطائرة (بالطائرة آعباد الله) يوم الأحد 26 دسمبر 2021، ثم بوعرفة التي سيصل إليها يوم الاثنين 27 دسمبر 2021، بعدها الرشيدية التي سيصل إليها يوم الثلاثاء 28 دسمبر 2021، وسيغادرها يوم الأربعاء 29 دسمبر 2021 نحو مدينة ورزازات لقضاء عطلة راس السنة رفقة زوجته. لكن هل سيقضي هذه العطلة على نفقته؟ وهل التدبير المالي واللوجستي لهذه الإقامة في ورزازات سيتكفل به غيره، كألنائب الإقليمي بورزازات مثلا؟ الأمر الأكيد أن المندوب الأكول لن يتكفل، شخصيا، بمصاريف إيوائه وإطعامه هو وزوجته...
 
والمفارقة أن هذه الذكرى، أي ذكرى معارك جبل بادو حصلت صيفا، وتحديدا خلال شهر غشت من سنة 1933، وكانت المندوبية، في عهد المندوب السامي السابق محمد بنجلّون، لظروف العطلة الصيفية، درجت على الاحتفال بها في منتصف شهر أكتوبر، لكن المندوب الأكول قام بترحيلها إلى أواخر دسمبر، ليربطها بقضاء عطلة آخر السنة...

والمفارقة الثانية هي كيف يجمع الناس في مهرجان خطابي، في ظرف صحي حرج جدا، أوصت خلاله الحكومة، الوصية على المندوبية، باتخاذ كل تدابير الوقاية والتباعد وإلغاء الأنشطة، التي يتجمّع فيها القوم أو يجري فيها تجميعهم، بسبب التخوّف من المتحوّر الجديد أوميكرون...

لو كان المندوب الأكول مناضلا من طينة القيادية اليسارية نبيلة منيب، لقلنا إنه موقف جدير بالتقدير وبالدفاع عنه، ولو كان بقيم وشرف وكرامة حماة العدل، الذين شلّوا محاكم البلاد في مواجهة الاستهتار الحكومي، لاعتبرناه موقفا شامخا جديرا بالتنويه، بيد أن الأمر لا يتعدى إصرارا على تنظيم احتفالات، سعيا إلى تعويضات التنقلات، ونهما بالأكل في الولائم، التي يسيل لها لُعابه...