الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بالفيديو.. هذا هو راعي الغنم التنغيري الذي صدم فتاتين فرنسيتين رحّالتين


انتبه رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب وأوروبا والعالم للفيديو الذي كانت المراسلة الصحافية ومصورة فيديو "الرحّالة"، الفرنسية أوليفيا كوهلر، طرحته على يوتوب، قبل 8 أيام، بسبب الشحنة الإنسانية الطافحة، التي تتخلّل وقائع التواصل مع شاب مغربي، من سكان منطقة تنغير...
 
 
وظهر الشاب محمد في شريط الفيديو، الذي طرحته صاحبته على قناتها الخاصة على موقع يوتوب بعنوان "المراسل الصغير" (Le P'tit Reporter)، ومدته حوالي 25 دقيقة، وهو يتعامل بتلقائية وبأنفة وكرم ونبل مع الفتاتين الأجنبيتين أوليفيا وشارلي، خصوصا حينما منحهما خبزة، فسألتاه: كم يريد ثمنا لها؟ فظهرت على ملامحه مسحة استغراب وترفّع وإنكار وسأل مستوضحا: (l’argent?)، ثم قال بنبرة حاسمة: (non non)...
 
الشاب محمد يعيش هو ووالده على الرعي وسط جبال تنغير، في أحد الدواوير المتناثرة في جبال منطقة بومالن دادس، الواقعة بين تنغير وقلعة مكونة، ورغم ظروف العيش الصعبة والقاسية، لا يفتأ هذا الشاب يبتسم، ويتصرّف بعفوية، وبكل ما في تمغربيت من كرم وكرامة كما ظهر ذلك جليا لحظات تبادل التحية مع الفتاتين الفرنسيتين، تحية فيها أثر حشمة تميل لإظهار الاحترام والتوقير، المتأصل في السكان، دون أي انغلاق، ويحمل الكثير من التكريم للمرأة، خلافا لبعض أجلاف العرب والمسلمين، الذين يعاملون المرأة بكثير من التحقير والمعاملات الحاطة بالكرامة...

وتداولت العديد من الصفحات والمجموعات المغربية على الفايسبوك قصة هذا الشاب، وكتبت: الكل يتحدث اليوم عن محمد، وهو شاب من قرية وسط جبال إقليم تنغير، ظهر في فيديو مع سائحتين فرنسيتين بعفوية وجود وكرم أبناء المغرب العميق، استطاع أن يكسب قلوب الآلاف، الذين تابعوا الروبورطاج في أوروبا والمغرب.. شاب فقير، غني بالقناعة وبالقيّم الإنسانية، وابتسامته العريضة هزمت قساوة الحياة هناك وسط جبال الأطلس. 

هذا الفيديو بمثابة إعلان مجاني عالمي للترويج السياحي، ومن المؤكد أن الملايين الذين سيشاهدونه، سيتوافدون على المغرب بحثا عن محمد وأمثاله كُثُر، يسكنون الجبال بعيدا عن ضجيج المدن وصخبها.

محمد رغم ظروف الحياة الصعبة، قال للسائحتين الفرنسيتين: (Le Maroc est beau)، المغرب جميل...

يشار إلى أن الروبورطاج من إنجاز أوليفيا كوهلر، وهي مراسلة صحافية، ومصوّرة فيديو ومدوّنة رحّالة، أنشأت قناة على يوتوب، اسمها "المراسل الصغير" (Le P'tit Reporter)، تتوفّر على أزيد من 38 ألف متابع، تنقل فيها بالصوت والصورة وقائع أسفارها المتواصلة في جميع أنحاء العالم لاكتشاف ثقافات البلدان والتعرف على السكان المحليين، وتقول أوليفيا "أنا محظوظة لأنني قادرة على السفر حول العالم لإعداد تقارير عن الثقافات المختلفة لكوكبنا، ومشاركة الجميع اللقاءات الجميلة، التي أجريها في طريقي".
 
وبخصوص مرافقتها شارلي، تقول أوليفيا: "بعد عدة سنوات من السفر بمفردي، قابلت صديقتي تشارلي في عام 2018. وفي عام 2020، اشترينا سيارة ديفندر، وأطلقنا عليها اسم جو. لقد رتّبناها مثل منزل متجوّل حقيقي، يتيح لنا التجوّل في القارة الأفريقية لفترة غير محددة. هذه المغامرة انطلقت في سبتمبر 2021، وكانت البداية من المغرب...