الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

محمد الخدادي: آفة النسيان.. ها هو نفار الشعبوية عاد أو أعيد لإلهاء الناس

 
التعليق أدناه كان الزميل محمد الخدادي كتبه في زاوية "ديريكت" نهاية أكتوبر 2018.. رصد كيف نسي الناس خمس سنين من حكومة بنكيران وهو يطحن فيهم، نسوا الطحن وصوّتوا له، ولحزبه، فزادوهم طحنا... وتنبّأ بأنه "لا ضمانة بألا يتكرر النسيان في الآتي من الأيام"... وفعلا، صدقت النبوءة، وها بنكيران يعود، ودوّن الزميل الخدادي في الفايسبوك معلّقا بالقول: "وها هو نفار الشعبوية عاد، أو أعيد، لإلهاء الناس لعلهم ينسون وعيد "إعادة التربية"، ووعود "الدولة الاجتماعية"!
 
 
محمد الخدادي
 
في علم النفس، يُعتبر النسيان آلية دفاع فردية، تساعد على تجاوز جراح الداخل، من أجل الاستمرار في الحياة.
 
أما في السياسة، فإن النسيان مرض خطير، ويُنتج الكوارث.
 
في انتخابات 2016 التشريعية، نسي الناخبون الكوارث التي كُلِّف عبد الإله بنكيران بتنفيذها خلال خمس سنوات، ومنحوا حزبه أصواتهم والرتبة الأولى في مجلس النواب، ليستمر خلفه في التنكيل بهم، وبمن صوتوا لغيره ومن لم يصوتوا لأحد.
 
نسي حزب يساري إعلانه بأن التحالف مع الحزب المعلوم خط أحمر، وسارع إلى البحث عن موقع خلفه في الحكومة، بشفاعة من حزب آخر كان يعتبره إداريا.
 
نسيت المركزيات النقابية رفع الدعم عن المحروقات والزيادة في سن التقاعد والتلاعب بالحوار الاجتماعي، وصراخ المحتجين ودماءهم... وركنت إلى الانتظار.
 
في عالم الفايسبوك، هدأ سريعا غضب الصدمة بعد الأحكام في ملف معتقلي الحسيمة، وواصل سكان العالم الأزرق هواية تزجية الوقت.
والآن، بدأ "حديث الساعة" يخفت، في انتظار ملهاة أخرى...
 
ولا ضمانة بألا يتكرر النسيان في الآتي من الأيام.
 
والمؤرخ هو عدو رجل السياسة، بتعبير عبد الله العروي.