الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
ميناء لكويرة

الكويرة.. خاصرة المغرب اتجاه إفريقيا

 
 
منعم وحتي
 
 
في 10 يوليوز 1978، وقعت عملية انقلابية في موريتانيا، على إثرها تدخل العسكر الجزائري للإطاحة بالرئيس الموريتاني المختار ولد داداه، ليصبح مكانه، بشكل قسري، قائد أركان الجيش الموريتاني المصطفى بن محمد السالك رئيسا للبلاد، وبإيعاز من جنرالات الجزائر، باشر قادة نواكشوط الجدد التنصل من الالتزامات التي وقّعت عليها موريتانيا مع المغرب في مدريد.
لكن المؤامرة لم تقف عند هذا الحد، فقد رعى عسكر المرادية توقيع اتفاقية سلام وتعاون بين موريتانيا وانفصاليي البوليساريو ضد المغرب، وتم الإمضاء على بنودها بالجزائر في 05 غشت 1979، مفادها انسحاب موريتانيا من اتفاق مدريد بين المغرب وموريتانيا، واعتراف هذه الأخيرة بدولة الوهم لبوليساريو، وهيمنة موريتانيا على الكويرة لتأمين نواذيبو. وقد كانت الجزائر بهذا المخطط التآمري ترمي إلى فتح المجال لزحف ميليشيات البوليساريو على وادي الذهب والداخلة عبر التراب الموريتاني، بدعم المدرعات والتسليح الجزائري-الليبي آنذاك.
الأكيد أن كل هذا المخطط التوسعي الجزائري، الليبي، الموريتاني، بتنفيذ من ميليشيات الانفصاليين، لم يكن خافيا على الجيش المغربي، الذي كان يتتبع خطوات وخيوط الدسائس عن كثب في الحدود الجنوبية للصحراء المغربية مع موريتانيا...
فعلا لم يتأخر هجوم مسلحي البوليساريو من الأراضي الموريتانية، كانوا في حوالي 3000 عنصر، مجهزين بعتاد وسلاح ليبيا والجزائر، في المعركة التي عرفت ببئر أنزران، والتي نجح فيها الجيش المغربي في صد هذا الهجوم الرباعي، بعد إنزال الجنود المغاربة المظليين بسرعة في المنطقة، بقيادة إطار مغربي من أمهر كوادر الجيش، الضابط محمد الغجدامي "ثعلب الصحراء"، الذي أفشل الهجوم، رغم سقوط الأرواح في الجانبين، لكن تم تدمير أغلب العربات العسكرية للبوليساريو ومرتزقة الدعم الجزائري-الليبي... وتم إحباط محاولات أخرى،... بعدها تم بسط السيطرة على مرتفعات جبال الوركزيز وتأمينها.
لماذا الرجوع إلى هذا السرد التاريخي؟
هو في سياق تذكير الجارة موريتانيا، أن منطقة وادي الذهب تم استرجاعها لحظيرة الوطن بما فيها امتدادها البحري الغربي "الكويرة"، والذي كانت موريتانيا تراقبه على الدوام خشية تضرر خاصرتها الاقتصادية بنواذيبو.. للأسف فحكام موريتانيا ما زالوا يعيشون على وهم اللعب على كل الأحبال، بالتحالف السري مع المليشيات الانفصالية للبوليساريو، وكذا اللعب على حبل الارتماء في المخططات التقسيمية لعسكر المرادية لوحدة التراب المغربي، وفي ذات الوقت يظهرون وجها بشوشا غير حقيقي للمغرب، باللعب في منطقة رمادية بالتآمر على وحدة أراضي المغرب بالصحراء المغربية.
هذا الوجه الرمادي، يجب أن ينتهي!!
من يتآمر على وحدة آراضي المغرب، يجب تجاوز دسائسه، برفع سقف الدفاع عن مصالح المغرب.. إذن فمن المهم وضع الجدار الأمني الحدودي بين المغرب وموريتانيا لترسيم الحدود في الكويرة، وبانتشار إداري وأمني واقتصادي في هذه المنطقة الغربية المغربية المحاذية للبحر الأطلسي. فبدل أن تجني موريتانيا ثمار التبادل الاقتصادي مع المغرب، خصوصا مع تأمين ممر الكركرات، بدأت في مسلسل قديم/جديد للتآمر مع الانفصاليين وعسكر الجزائر على المغرب، كأن حكام موريتانيا يحنون للزمن الانقلابي البائد لمصطفى بن محمد السالك...
الأمر جدي.. الكويرة، بشريطها الساحلي الغربي الجنوبي، مرتكز اقتصادي للمغرب على إفريقيا.. ولنضطر الانقلابيين الجدد بموريتانيا للعودة إلى جادة الصواب!!!