الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
واحدة من مسيرات الشعب المغربي من أجل فلسطين

افتضاح نفاق الفلسطينيين.. يخرج كل مرة "بزاقيلهم" لينددوا بالمغرب ثم يخرجون للعب على كل الأوتار


جلال مدني
 
منذ مدة ومنظمة التحرير الفلسطينية تلعب على الحبلين، تريد أن تلهف من المغرب والجزائر والبوليساريو، تلعب لعبة "يد فالطبق وعين على من زهق"، أو بالأحرى لعبة الطمّاع "اللي بغى الزبدة وفلوس الزبدة"، وفي كل مرة تخرج أحد تنظيماتها الموازية، مثل "براهش" منظمة الشبيبة الفلسطينية، لينددوا بالمغرب، وينعتوه بأقذر الأوصاف حتى ليضعونه في مصاف عدوهم رقم واحد، وآنذاك، تفيق السفارة الفلسطينية في الرباط من نومها لتدبّج كلاما مكرورا بلا أي معنى، بعبارات تقليدية رتيبة عن الموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية الداعم لوحدة التراب الوطني المغربي.
كلام فضفاض بئيس ورخيص، شعار عام ينطبق على أي كان، وعلى أي دولة كانت، وهكذا:
الموقف الرسمي للقيادة الفلسطينية يدعم وحدة التراب الوطني المغربي، والجزائري، والتونسي، والصيني، والروسي، والسعودي، واللبناني، والأرجنتيني، والكوبي، وهلم جرا...
ثم يغمض المغاربة أعينهم، ويحاولون أن يقنعوا أنفسهم أن بيان سفارة فلسطين في الرباط، يدعم المغرب، تغلب عليهم عاطفة مترسخة في النفوس والأفئدة تجاه فلسطين، التي اعتبروها قضية وطنية وليست مجرد قضية قومية، وضحوا من أجلها واعتُقلوا من أجلها ورفضوا أن يتنصلوا منها، لأنهم يتنفسونها بالروح والدم، ومن أجلها ينسون اختلافاتهم وخلافاتهم ليخرجوا في مسيرات مليونية في مختلف شوارع المدن المغربية للتضامن مع فلسطين، ولذلك كانوا يحاولون أن يتناسوا ويتجاهلوا أنه ولا مرة خرجت منظمة التحرير الفلسطينية ولا السلطة الوطنية الفلسطينية للتنديد بهؤلاء "البزاقيل" الموجّهين، ولا للتضامن مع المغرب في مواجهة عصابات البوليساريو...
وفي كل مرة، يعاود "بزاقيل" فلسطين الخروج للتنديد بالمغرب، وبـ"الاحتلال المغربي"، وبـ"القمع المغربي"، وبـ"الانتهاك السافر المغربي لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال"، وزيد وزيد وزيد... وينظمون التظاهرات والوقفات والاحتجاجات، ويتداولون على الميكروفونات لشتم المغرب والمغاربة...
وفي كل ذلك، تصمت منظمة التحرير الفلسطينية، وتصمت السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تُنظَّم هذه الوقفات وتُرفع هذه الشعارات على أرضها وتحت ىسلطتها...
وهذا كل ما يقع: تفيق سفارة فلسطين في الرباط لتدبّج بيانا مكرورا بالنقطة والفاصلة، يقول إن ما جرى "لم يصدر عن أي جهة من الجهات الرسمية"، ولمزيد من الخدعة اللغوية اللفظية تضيف السفارة أن ما جرى "تضمّن مغالطات لا تمثّل الموقف الفلسطيني"، ثم تخلص السفارة إلى "تأكيد الموقف الفلسطيني الثابت على وحدة وسلامة وأمن المغرب، ودعم وحدة التراب الوطني، وجهود المغرب في هذا الشأن وفق قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة"...
وفي كل هذا الكلام العام الفضفاض: ما هو الموقف من الإدانات الفلسطينية لـ"الاحتلال المغربي"؟ ما هو الموقف من استفزازات ميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة في الكركارات؟ واليوم، ما هو الموقف من التدخل المغربي الشرعي لتطهير المحور الطرقي في الكركارات من عصابات البوليساريو وتأمينه لحركة تنقل الأفراد والبضائع بين المغرب وموريتانيا؟
الجواب في المشمش.. أو في النفاق الفلسطيني، فالوضعية الراهنة، اليوم، لا تقبل أنصاف المواقف، ولا وضع اليد هنا والرجل هناك، إما أنك مع المغرب، وإما أنك ضده، المنطقة الرمادية، في المواقف السياسية، هي مجرد نفاق بئيس ورخيص...