الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عبد الرحمان اليوسفي في حديث مع الحسن الثاني

الملك يتحدث عن اليوسفي: إنه لَبِق وأفضل من يقول لي (لا) بلطف على من يقول لي (نعم) بطريقة غير لبقة

 
حسن عين الحياة
 
بعد خلافة عبد الرحمان اليوسفي لعبد الرحيم بوعبيد على رأس الاتحاد الاشتراكي سنة 1992، قال الحسن الثاني ما يشبه المديح في الزعيم الاتحادي الجديد، الذي أصبح بعد مرور ست سنوات وزيرا أول في حكومة ما سمي بالتناوب التوافقي..
وهنا يقول الاتحادي عبد الواحد الراضي في كتابه "المغرب الذي عشته": كان ذلك يوم الأحد 7 يوليوز 1992، كما دونت ذلك في أوراقي الشخصية. دعاني الملك إلى مرافقته على متن سيارته التي كان هو من تولى سياقتها شخصيا. وبادر جلالته إلى الحديث وهو يتجه في طريق الصخيرات إلى الرباط. قال لي "آخر مرة التقيت فيها عبد الرحمان (اليوسفي)، سارت الأمور على أحسن ما يرام، السي عبد الرحمان كانت له صورة رجل المقاومة، ورجل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. ثم عاش طويلا في الخارج. وأخيرا أصبح رجل الاتحاد الاشتراكي وخلَف عبد الرحيم...". ويضيف الحسن الثاني موجها كلامه للراضي "لقد اخترتم الاختيار الأفضل. وليس لي أي حكم مسبق على ذلك، وحتى وإن كانت ستصدر عنه بعض المشاكل، فسيتم التسامح معها، وذلك لأنه في حاجة إلى وقت كي يدخل في الواقع المغربي. ولكن في حدود سنة من هذا المكوث المستمر في المغرب، مع القيام بزيارات إلى المناطق والمدن، ورزازات والجنوب والغرب والشمال، بدون شك سيشكل رؤية أكثر دقة حول وقائع البلاد. وفي هذه الحالة، إذا أخطأ فلن يكون هناك مبرر لأخطائه".. كما قال الحسن الثاني للراضي حول اليوسفي "إنه كاتبكم الأول، ولدي فهم عسكري للسياسة ونظرا لحرصي على التراتبية. ومعنى ذلك، أنه مخاطبي الرئيسي. إنه رجل لبق، وأنا أضع اللباقة فوق كل اعتبار. وأفضل شخصا يقول لي (لا) بلطف على شخص يقول لي (نعم) بطريقة غير لبقة... قل له إنه منذ فترة طويلة، ظل بمنأى عن المسارات الحكومية. فمن المسؤول عن ذلك؟ لا أعرف. ربما يعود الخطأ، شيئا ما، إلى عبد الرحيم (بوعبيد)، وشيئا ما يعود إليَّ. باختصار أصبح ذلك جزءاً من الماضي".