الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الأمم المتحدة والصحراء.. القرار 2548 يكريس موقع الجزائر في النزاع وهذا موقف فرنسا وأمريكا

 
كما هو معلوم، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، في قراره رقم 2548، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد، مع تأكيده، مرة أخرى، على سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأكدت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة، في هذا القرار، للسنة الرابعة عشرة على التوالي، سمو مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمتها المملكة في 11 أبريل 2007، مشيدا بجهود المغرب "الجادة وذات المصداقية"، التي تجسدها هذه المبادرة.

مجلس الأمن يكرس موقع الجزائر كطرف رئيسي في النزاع
 
جدد القرار رقم 2548، الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، مرة أخرى، تكريس موقع الجزائر كطرف رئيسي في المسلسل الرامي للتوصل إلى "حل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم" لقضية الصحراء "قائم على التوافق".
وبالفعل، فإن قرار مجلس الأمن ذكر الجزائر خمس مرات، أي نفس عدد المرات التي ذكر فيها المغرب.
ويعبر القرار أيضا عن "الدعم الكامل" لمجلس الأمن لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي المقبل للحفاظ على الزخم الجديد للمسلسل السياسي الرامي للتوصل إلى حل لقضية الصحراء.
وفي هذا الصدد، تذكر الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة أن المبعوث الشخصي السابق، هورست كوهلر، قد اتفق مع المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو على عقد اجتماع جديد "بنفس الصيغة" التي عرفتها المائدتان المستديرتان المنعقدتان بجنيف في دجنبر 2018 ومارس 2019.
وفي هذا السياق، يدعو القرار إلى إظهار الإرادة السياسية والعمل في جو موات للحوار، بما يضمن تنفيذ قرارات مجلس الأمن منذ عام 2007، وهو العام الذي قدم المغرب فيه مبادرته للحكم الذاتي.
القرار، الذي جدد التأكيد، مرة أخرى، على سمو مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد، حتى 31 أكتوبر 2021.
 
فرنسا تحذر من تداعيات تصرفات البوليساريو في الكركرات
 
أعربت فرنسا، أمس الجمعة، عن قلقها إزاء "وضعية الجمود الحالية"، التي سببتها البوليساريو وميليشياتها في المنطقة العازلة بالكركرات، محذرة من أن مثل هذا الوضع قد يخلق "توترات من شأنها أن تقوض العملية السياسية" الرامية إلى التوصل إلى حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وأبرز السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، في تفسيره للتصويت على القرار 2548 حول الصحراء المغربية، الذي صادق عليه مجلس الأمن، أمس الجمعة، أن "فرنسا قلقة (…) من الجمود الحالي في المنطقة العازلة بالكركرات، والذي قد يخلق توترات من شأنها أن تقوض العملية السياسية".
وقال نيكولاس دي ريفيير "نؤكد دعمنا الكامل لتصريح المتحدث باسم الأمين العام الذي يدعو الأطراف إلى ضبط النفس، بغية تجنب أي تصعيد، وخاصة بالكركرات. كما نؤيد دعوته إلى عدم عرقلة حركة السير المدنية والتجارية وعدم تغيير الوضع القائم في المنطقة العازلة. وتدعم فرنسا في هذا الصدد جهود بعثة المينورسو".
كما جدد السفير التأكيد على "انشغال" فرنسا حيال "تزايد الانتهاكات الموثقة في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة"، في إشارة مباشرة إلى استفزازات البوليساريو وانتهاكاتها للاتفاقات العسكرية في الصحراء، والتي تعد بالآلاف، حسب آخر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة. كما دعا الدبلوماسي إلى التفعيل الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار .
وأضاف دي ريفيير "نجدد التأكيد، بالموازاة، على دعمنا الكامل للمينورسو، التي تضطلع بدور أساسي في ضمان احترام وقف إطلاق النار، وتشكل عاملا رئيسيا في ضمان استقرار المنطقة. كما أنها تساهم في تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف العملية السياسية".
وفي معرض تطرقه إلى هذه العملية السياسية، جدد السفير الفرنسي التأكيد على موقف بلاده الذي "يرى أن مخطط الحكم الذاتي المغربي لعام 2007 يشكل أساسا جديا وذا مصداقية للمناقشات بهدف استئناف الحوار".
وفي هذا الصدد، ذكر بدعم فرنسا الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، ودائم ومقبول من جميع الأطراف لقضية الصحراء، وفقا لقرارات مجلس الأمن.
 
أمريكا تجدد تأييد المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء
 
جددت الولايات المتحدة التأكيد، أمس الجمعة، عقب اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2548 بشأن الصحراء المغربية، على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل "جدية وذات مصداقية وواقعية" لتسوية هذا النزاع الإقليمي.
وأكدت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في تفسيرها للتصويت على هذا القرار "نعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي جديا وذا مصداقية وواقعيا، ويمثل مقاربة كفيلة بتلبية تطلعات ساكنة الصحراء"، لتدبير شؤونها المحلية في إطار "من السلم والكرامة".
كما جددت الولايات المتحدة دعوتها للأطراف المعنية بهذا النزاع الإقليمي "لإظهار التزامها بحل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم يقوم على التوافق، من خلال استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية"، مؤكدة أن المواقف الجامدة لا يجب أن تعيق تقدم المسلسل السياسي الذي يتم تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة.
وأعربت البعثة الأمريكية عن تطلعها إلى أن "تحترم جميع الأطراف التزاماتها بوقف إطلاق النار، وأن تتعاون بشكل تام مع بعثة المينورسو، وتجنب أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع أو تهديد المسلس الأممي".
وتابعت قائلة "ندعو كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس، خاصة على ضوء الأحداث الأخيرة في الكركرات، والتي تشكل تهديدا للسلم والاستقرار في المنطقة، والتكثيف الجسيم للانتهاكات التي أشار إليها التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، في إشارة مباشرة إلى الاستفزازات والانتهاكات المرتكبة من قبل البوليساريو وميليشياتها في المنطقة العازلة بالكركرات وشرق منظومة الدفاع بالصحراء المغربية".
وحذرت، في هذا الصدد، من أن "تغييرات أحادية الجانب للوضع القائم على الأرض لن تساعدنا على التوصل إلى حل دائم وسلمي" لهذا النزاع الإقليمي.