الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
المواد الحافظة… أخطار آنية ومؤجلة تهدد صحة المغاربة

المواد الحافظة… أخطار آنية ومؤجلة تهدد صحة المغاربة

قليل منا من ينتبه إلى البيانات «التوضيحية» المدونة على أغلفة وعبوات المواد الغذائية المختلفة، فيما عدا تلك الخاصة بالملح والسكر والدقيق. قائمتها قد تحتوى على كلمات طويلة معقدة وما هي إلا أسماء غريبة غير مألوفة لمواد كيميائية مختلفة، سواء أكانت مواد حافظة، أضيفت للمنتجات الغذائية أثناء العمليات التصنيعية. لكن المشكل أنه وبموازاة مع أهمية حفظ الغذاء فإن تأثير هذه المواد أثناء عمليات الحفظ لتقاوم عوامل الفساد الحيوية والكيماوية، لضمان صلاحية المادة الغذائية بدون تلف، لكن هذا لايلغي تنامي القلق لدى أغلبية الناس والارتباك المسجل حول المواد المستخدمة في تلك الإغراض.

فالخطر على الصحة لم يعد معه الهاجس هو توفير الغذاء الكافي، بقدر ما يكمن في التغذية غير الصحية. وتختلف الدول في درجة اعتماد المضافات الغذائية وعدد ما تسمح منها. وقد أثارت هذه المواد التي يرمز لها بالأرقام كثير من التساؤلات الصحية عن صلتها بأمراض الحساسية والسرطان والاضطرابات العصبية والاضطرابات الهضمية وأمراض القلب والتهاب المفاصل.. إلخ نظراً بالنظر للكميات الهائلة التي تستخدم منها. هذه المواد الحافظة لم تستثن حتى الأدوية، فالبارابين وهي مادة حافظة تستعمل في الصناعة الدوائية والغذائية وهي ذات مفعول مضاد للبكتيريا والفطريات.

هذه المواد الحافظة لها تأثيرات جانبية معروفة بسبب الحساسية التي قد تتسبب فيها، إلا أنها اليوم أضحت متهمة بالتسبب بالتسبب بالعقم والسرطان. هذا الجدل انطلق في فرنسا، سنة 2004، وانتقل إلى المغرب، إذ انتبهت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية، إلى هذه المادة، بعد أن كشفت دراسة بريطانية عن وجود بقايا لـ«البارابين» في أنسجة أورام الثدي، إذ اعتقد العلماء أنها مرتبطة باستعمال مستحضرات التجميل التي تحتوي على هذه المادة.

الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية أحصت وجود 400 نوع من الأدوية التي تتضمن مادة «البارابين»، 306 منها تتضمن مادة من "بروفيل برابين"، من النوع الذي يشكل تهديدا للخصوبة. وتبعا إلى ذلك، أصدرت دول الاتحاد الأوروبي تعليمات إلى مختبرات صنع الأدوية إلى تطوير طرق أخرى للحفظ والتخزين.