الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

حوار أردته عالما فسقط في اختبار العِلمية

 
الدكتور سعيد جعفر
 
محمد الشرقاوي محلل "الجزيرة" والأستاذ الجامعي هو دكتور مميز ومفخرة مغربية وعربية بامتياز في تحليل الشأن الداخلي الأمريكي والعلاقات الدولية.
هذا طبيعي لأنه أولا أستاذ لعلم السياسة والعلاقات الدولية، وثانيا لأنه مقيم في أمريكا وعلى اطلاع وقريب من مجريات الأحداث، وسيكون من العيب أن أنازعه في تحليلاته للداخل الأمريكي وللسياسات الأمريكية، فهو يدرسها في الجامعة الأمريكية، ويعيش تجلياتها وإسقاطاتها في المجتمع الأمريكي والمؤسسات الأمريكية، وسيكون من غير اللائق بل والوقح أن أخوض في الداخل الأمريكي والسياسات الأمريكي وأنا الذي لا أعرف عنهما إلا ما أراه في CNN وBBC والجزيرة والعربية وغيرها.
إذا فعلت ذلك سأكون متفيهما ومتفيقها وسأكون وقحا.
الدكتور المحترم من أمريكا خاض من خلال مقال مطول في تاريخ الاتحاد الاشتراكي وحاضره...
وبمسؤولية أخلاقية عالية وبتجرد، يمكنني القول، وأنا العضو في الاتحاد الاشتراكي وعضو اللجنة العلمية للاتحاد وأحد مثقفيه الشباب (ولست مجرد معلق كما حاول الشرقاوي تصنيفي من موقعه المتعالي)، (يمكنني القول) إن:
1- المقال تضمن أخطاء تاريخية مناقضة لشهادات حية استقيتها شخصيا من فاعلين إما ماتوا رحمهم الله أو مازالوا أحياء.
2- أورد الدكتور الشرقاوي المحترم أني صنفته في قبيلة أو عشيرة إيديولوجية والحال أني لم أفعل ولن أفعل، ولكن قلت إن الأخطر على القارئ هو مثقف بجبة رجل دين أو رجل سياسة، وهذا ليس تصنيفا بقدر ما هو تقعيد منطقي.
3- المقال لم يحتكم للضوابط العلمية في التخرج للنتائج من قبيل الاستدلال استنباطا واستقراء أو قياس الغائب على الشاهد أو المجهول على المعلوم أو غيره، بل أغرق في تأويل أحداث في بعض الأحيان انطلاقا من مجرد مؤشرات أو مقدمات أولية ودون اختبارها.
إن نقدي للأستاذ المحترم، وجيشه من محبيه ممن عرّضوا بي على صفحته والذين غرر بهم في تقديم رأيي العلمي على أنه عمى وحقد إيديولوجي، هو نقد علمي بالضوابط العلمية لمقال تحليلي سقط في هنات منهجية ومعرفية وعلى مستوى النتائج، وليس مبارزة أو مدافعة سياسية أو ايديولوجية أبغي بها مجرد التعليق على صفحتك.
ملاحظتين اضافيتين أستاذي الكريم الدكتور محمد الشرقاوي:
1- يستحسن ألا تتصور وأنت تطل من مقامك أنك يمكن أن تكتب كذبا على الاتحاد وأن تؤول نتائجك وخلاصاتك أيما تأويل نفسي وعقدي دون أن ينبري لك باحث مثقف شاب من ورثة الجابري وجسوس وعياد ويفوت رحمهم الله وغيرهم.
ولهذا يحق لك نقد الاتحاد والحركة الاتحادية كيفما شئت وأنى شئت ولكن باحترام المنهج العلمي والضوابط العلمية وليس عبر لي عنق الحقائق خدمة لهوى معين.
2- يستحسن أستاذي ألا تمنّ على الناس بصفحتك على الفايسبوك وتقارنها بصالة بيتك، فأولا أنا قرأت المقال في صفحة اليسار المغربي وهي صفحة لأصحابها، وثانيا ما علقت عليه كان منشورا في صفحتي وما علقت في صفحتك الا اضطرارا بعد أن كتب مُحبّوك كلاما غير جميل في حقي فتدخلت للتنبيه..
ملاحظة أخيرة أستاذي الفاضل:
أنا لست مجرد معلق غرّ على مقال لك فيه من الهنات المنهجية والمعرفية والتأويلات الكثير، يا سيدي من حظي الكبير أني كنت طالبا في زمن جميل درست فيه على يد كبار الفكر والمعرفة وليس خبراء مذكرات وتحليلات فاست فود.
يا أستاذي راه جزء من صلابة موقفي وقوة حجتي ومنهجي أنني درست على يد الراحل محمد عابد الجابري ومحمد جسوس وسالم يفوت ومحمد عياد وبنسالم حميش ومحمد سبيلا وكمال عبد اللطيف وطه عبد الرحمان وعبد الرزاق الدواي ومحمد المتوكل وآخرين من خيرة مفكري وأساتذة الجامعة المغربية.
وفي الأخير، فمبجرد مناقشتي لرسالة الدكتوراه كان أول عرض توصلت به من مؤسسة بحثية وأكاديمية كبيرة وكنت سأكون مثلك تماما أحل على نفس البلاطوهات في نفس المكان ونفس (الزاوية) لأقول وأردد ما تعده لي سلفا مربعات إعلامية- سياسية تفضي مجتمعة إلى خطاطة معينة تنتج المال والخراب في الأرض، وهي مهمة لن أرضاها على نفسي ولو متّ جوعا.
أتمنى أن تبقى كبيرا وألا تنزلق لتجيّش جوقتك من محبيك ضد رجل لا يملك إلا قضيته وإيمانه بوطنه وبأن فقر الوطن أغنى من رفاهية الحدود الملغومة كما كان يقول المعطوب الونّاس.
تقديري واحترامي الدكتور محمد الشرقاوي
إمضاء: الدكتور سعيد جعفر
 
رئيس مركز التحولات المجتمعية والقيم في المغرب وحوض المتوسط