الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
حافلة "ألزا" وقد انحرفت عن الطريق قبيل الوصول إلى منحدر خطير

من يحمي شركة "ألزا" الإسبانية؟! لا أحد يحاسبها على اهتراء طوبيساتها وما ترتكبه من حوادث خطيرة

 
مرة أخرى، اهتزت أكادير، ومعها تغازوت، على وقع أخبار الحادثة، التي كانت إحدى حافلات شركة "ألزا" الإسبانية مسرحا لها، والتي كادت أن تنتهي بمآسي مفجعة، على غرار المآسي التي ظلت تتسبّب فيها ويروح ضحاياها العديد من أرواح المغاربة...
 
تعود الحادثة إلى يوم أمس الجمعة 5 غشت 2022، حين انحرفت حافلة للنقل الحضري، من شركة "ألزا"، بمدخل جماعة تغازوت، على مشارف أحد المنحدرات الخطيرة بمدخل المدينة. وبحسب مصادر محلية، استنادا إلى شهود عيان، فإن المنحدر يضم منعرجا مطلا على البحر، علما أن الخطوط الرابطة بين أكادير وتغازوت تعتبر من بين الخطوط التي تسجل إقبالا استثنائيا طيلة فترة الصيف، مرجّحةً أن تكون أسباب الحادث متعلقة بعطب في الفرامل، موضّحا تعليله باضطرار السائق إلى قيادة الحافلة في اتجاه الحافة لتوقيفها عبر الاصطدام بالأحجار، قبل بلوغها المنعرج المطل على البحر، الأمر الذي دعا أحد السكان من شهود عيان إلى أن يؤكد أنه "لولا الألطاف الإلاهية لوقعت الكارثة"!
 
ما وقع أمس الجمعة في مدخل تاغازوت، هو نموذج لحوادث أليمة في أكادير، تتسبّب فيها حافلات شركة "ألزا" الاسبانية، التي بدأ المغاربة يلاحظون، بكثير من الارتياب، ما تحظى به هذه الشركة الأجنبية من حظوة ونفوذ وحماية، إذ ترتكب حوادث خطيرة في أكادير بسبب تقادم أسطول الحافلات لأكثر من 25 سنة، ولا تتوقف الحوادث يوما عن آخر، ولا يوجد من المسؤولين من يسائل الشركة عن هذه التصرفات التي تهدد أمن وسلامة المواطنين!!
 
وشرع النشطاء المدنيون والحقوقيون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون بكثير من الاستنكار: هل الشركات الإسبانية مقدسة وفوق المساءلة القانونية حتى ولو تعلّق الأمر بأمن وسلامة حياة السكان في أكادير؟! وبصيغة أخرى: هل شركة "ألزا" أضحت أغلى من حياة مواطنين مغاربة؟!
 
ليس في هذا أي تحامل ولا أي مبالغة، إذ لا تكاد تمر فترة حتى تتناهى إلى علم المغاربة أخبار مأساة مواطنين راحوا ضحية طوبيسات "ألزا"، التي أكل عليها الدهر وشرب... ويمكن، في هذا الصدد، استحضار فجائع الربيع في أكادير، ومنها الحادثة القاتلة، التي تسببت فيها حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة "ألزا"، يوم الاثنين 7 مارس 2022، في مدينة أكادير، ولقي فيها شخصان مصرعهما، إضافة إلى العديد من المصابين بجروح خطيرة، بسبب حافلة الخط 33 التابعة لشركة "ألزا"، التي صدمت سيارة خفيفة على مستوى مدخل منطقة أغروض شمال أكادير...
 
بل إن هذه الوضعية لا تنحصر في أكادير وحدها، وإنما هي واقع لا يرتفع في كل المدن الست، التي تهيمن فيها طوبيسات ألزا على قطاع النقل الحضري بالحافلات، حيث نجد في مواقع التواصل الاجتماعي شهادات جارحة في كل مرة تتسبّب فيها حافلات "ألزا" في حوادث مأساوية، مثلما قال أحدهم: "حافلة ألزا خرْجتْ على بنادم"، فعلّق عليه جاره بعبارة تنبعث منها رائحة الفجيعة: "هاذوا هوما طوبيسات الموت"...