الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

المشاورات بين الحكومة والأحزاب حول الانتخابات.. سعي وراء المكاسب الحزبية وغياب الرهانات السياسية


جليل طليمات
 
 
يبدو أن المشاورات بين الحكومة والأحزاب حول الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، لم تتجاوز حدود ما هو تنظيمي وتقني ومسطري، وأن هاجس جل الأحزاب هو تحقيق مكاسب انتخابية، تحافظ بها على موقعها، وتكرسه في الحقل السياسي والحزبي..! وهذا ما يجعل تلك المشاورات خالية من أي رهان سياسي يعطي شحنة معنوية وأملا في إمكان تحقيق خطوة تُفعّل الانتقال الديمقراطي المجمّد.
 
أريد، هنا، التأكيد على شروط أساسية بدونها لن تشكل هذه الانتخابات، في أحسن الأحوال، غير تكريس ما سبق منذ 2011، وهي باختصار:
 
- التواصل كفعالية عقلانية، مع المواطنين، والمناضلين، والرأي العام، على أساس برامج ورهانات مقنعة، قابلة للتحقيق، وشاحذة للإرادات...
 
- إشراك المواطنين في النقاش العمومي حول الانتخابات، الذي هو سبيل تحقيق نسبة مشاركة معقولة تضفي على نتائج الاقتراع مشروعية مقبولة، ومصداقية شعبية...
 
- حماية الحق لكافة المواطنين بالتصويت بحرية، ما يفرض تحصين هذا الحق من مختلف أشكال التزييف والابتزاز واستغلال هشاشة أغلبية الهيئة الناخبة...
 
- أما الشرط الاخير، وهو سياسي، فيتمثل في أن سلطات الدولة مطالبة بالتفاعل الإيجابي مع مطالب الشارع والرأي العام في مسألة الحريات، وذلك بتصحيح أخطائها في هذا المجال، سواء مع معتقلي الحراكات الاجتماعية، أو مع معتقلي الرأي. وإنه لمؤسف جدا أن لا يعلن أي حزب، وهو يفاوض حول تقنيات الانتخابات، عن أية مطالب سياسية وحقوقية، مع التشبت بها باعتبارها من أساسيات استعادة الثقة المفقودة لدى الأغلبية الواسعة للمواطنين في العمليات الانتخابية.. كما أنه من المحبط جدا بداية تشكل خريطة تحالفات براغماتية فجة، لامبدئية، ستزيد من تعميق النفور من العمل الحزبي...