الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

أحداث مخيم السمارة بتندوف.. البوليساريو ما قادرين حتى يضبطوا 5 خيام وبغاوا يكوّنوا دولة!؟

 
مصطفى سلمة ولد سيدي مولود
 
يعيش أحد مخيمات تيندوف، منذ شهر، على صفيح ساخن بسبب الانفلات الأمني، ما قد يتسبّب في حوادث خطيرة.
ولم أشأ الحديث عن اضطرابات مخيم السمارة في الفترة الماضية، وإن كنت أشرت إلى جزئية منها قبل أيام.
بدأت أحداث مخيم السمارة، بحسب الرواية المتواترة، في مخيم الفرسية، حينما هاجمت عصابة شابين ليلا أبرحتهما ضربا وسرقت سيارتهما رباعية الدفع من نوع "هيليكس".
نُقل الشابان إلى المستشفى للعلاج، حيث خيط جرح في رأس أحدهما ناجم عن الاعتداء الذي وقع عليه. وتم تسجيل شكوى بالحادثة لدى شرطة الولاية (المخيم).
بعد ثلاث ليال من الحادثة، عثر شباب من أقارب الضحايا على السيارة المسروقة في مرآب مملوك لأحد الأشخاص، رفض مالكه أن يفصح لهم عن مصدر السيارة، مدعيا أنه لا يعرف من أودعها عنده.
تم إخطار الشرطة بمكان وجود السيارة المسروقة. ولم تتدخل لتوقيفها. فعاد حشد من أقرباء الضحايا وأخذوا سيارتهم بالقوة من المرآب الذي عثروا عليها فيه. ووقعت مشادة كلامية بينهم وبين العائلة، التي وجدت عندها السيارة المسروقة.
في نفس الليلة، أُحرقت سيارة تشبه السيارة المسروقة في نفس المخيم. وتتبع أصحاب السيارة المحروقة أثر الجناة حتى حددوا الأمكنة التي دخلوها. وأعلموا الشرطة التي كانت حاضرة باشتباههم في أولئك الأشخاص. لكن الشرطة لم تتدخل بذريعة تأخر الوقت وحاجتهم لأمر من النيابة.
طرق الضحايا باب أحد الأمكنة، وفتحت لهم سيدة الباب، وعلموا منها أنه يوجد شاب نائم عندها، فأخذوه معهم إلى الشرطة.
في الصباح التالي، علموا أن الشخص الذي سلموه للشرطة أفرج عنه، بينما قالت الشرطة أنه فر. وحصلت احتجاجات ومشادات عند مقر الشرطة، انتهت باحتجاز الشرطيين الثلاثة، الذين تسلموا المتهم، رهائن، وأخذهم المحتجون معهم إلى خيامهم.
تدخلت القوات الأمنية للبوليساريو من أجل تحرير الشرطيين المخطوفين، ولم تفلح. ونجم عن تدخلها اعتقال 7 شباب وجُرح آخرين أحدهم جرحه بليغ في الرأس.
تدخلت السلطات الإدارية: وزير الداخلية ووالي الولاية ومدير الشرطة واتفقوا مع محتجزي الشرطيين أنهم سيتكفلون بمحاسبتهم، وأخذوهم معهم إلى الرابوني، حيث تم توقيفهم لأيام قبل أن يفرج عنهم.
كان من قضاء الله أن المتهمين بسرقة السيارة الأولى وحرق الثانية والشرطيين الرهائن غالبيتهم من نفس المكوّن القبلي. وأصحاب السيارة المسروقة والمحروقة وخاطفو الشرطيين أيضا من مكون قبلي واحد. وانتصرَ لكلِّ فريقٍ بنو عمومته.
في اليومين الأخيرين اقتحم عناصر من أقارب الشرطيين، الذين اختُطفوا، مقرَّ الشرطة واحتلوه مقررين الاعتصام فيه لحين معاقبة من اختطفوا أبناءهم الشرطيين، ورد الاعتبار لهم. فتدخلت قوات البوليساريو الأمنية. وأعادت تحرير مقر الشرطة واعتقلت أربعة شباب من مقتحمي المقر.
ما زال مخيم السمارة يعيش وضعية انفلات أمني، وكل طرف يصر على مطالبه:
طرف يطالب بمن سرق وحرق ومن تواطأ معهم من الشرطيين.
وطرف يطالب بمحاسبة من يقولون إنه نصّب نفسه منفذا للقانون واقتحم منازلهم واعتقل أبناءهم سواء المتهمين منهم بالسرقة والحرق أو الشرطيين.
والبوليساريو عاجزة لحد الساعة عن السيطرة على المخيم أو اتخاذ موقف من أي من الفريقين.
أشير إلى أن الفريقين هما:
عشيرة لبيهات وهي أكبر عشيرة في قبيلة الرقيبات.
عشيرة اولاد موسى وهي ثاني اكبر عشيرة في الرقيبات.
آخر أخبار مخيم السمارة إعلان شرطته أنهم دخلوا في إضراب عن العمل. لأنهم وجدوا أنفسهم يواجهون مشكلا أكبر منهم وغير محميين...