الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

مشروع "فلاور" ينجح في تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء القرويات في عدة مناطق مغربية

 
نجحت جمعية ES.MAROC، المشرفة على تدبير مشروع "FLOWER"، المدعم من طرف الاتحاد من أجل المتوسط، في تكوين أزيد من 1051 امرأة من العالم القروي، لحد الآن، ما يعني أنها حققت نتيجة إيجابية جدا، إذ فاقت، بأزيد من الضعفين، الهدف المسطّر، والذي كان متمثلا في 300 مستفيدة.

وقالت جمعية ES.MAROC، في بلاغ توصّل موقع "الغد 24" بنسخة منه، إن برنامج "فلاور" وفّر تكوينات تتجاوب مع انتظارات المستفيدات وحاجيات الأسواق الحقيقية من منتجات التعاونيات النسائية القروية، إذ فاق التجاوب مع البرنامج التوقعات المسطرة، بحيث عبّرت المشاركات عن إرادتهن في استباق تحولات الطلب على منتجاتهن، وبالتالي ضمان موقع لائق لما يعرضنه في هذا المجال.

وبهذه المناسبة، قال إسماعيل إفتيسن، رئيس جمعية ES.MAROC، إن "52 تعاونية نسائية استفادت من هذا التكوين بالحسيمة، و21 تعاونية نسائية بجهة الرباط سلا القنيطرة، و29 تعاونية نسائية كذلك بطنجة وتطوان، وبلغ مجموع التعاونيات المستفيدة بكلا الجهتين لحد الآن 102 تعاونية، وهذا الرقم مرشّح للارتفاع، بالنظر إلى وتيرة هذا البرنامج، الذي انطلق في يوليوز 2021، ويختتم مع نهاية مارس 2022".

وتابع إسماعيل إفتيسن موضّحا أن "الغاية من هذه المبادرة تتمثّل في تعزيز التمكين الاقتصادي لنساء العالم القروي وتعاونياتهن، خاصة تلك التي تأثرت جراء الأزمة الصحية"، المرتبطة بجائحة كوفيد-19.

من جهة أخرى، وبالإضافة إلى دعم السلطات المحلية والمجالس المنتخبة (جماعة الحسيمة، جماعة خميس أنجرة) والمؤسسات العمومية الشريكة (مكتب تنمية التعاون؛ المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية)، جاء تحقيق هذه النتائج بفضل طاقم شمل 10 مستشارين متخصصين في عدد من المجالات، تهم تقوية قدرات النساء والتعاونيات النسائية في مجال التسويق والتسويق الإلكتروني والمبيعات، وقنوات التوزيع، وقانون الشغل، والتتبع وتقنيات الاتصال والتواصل، إلى جانب دعم خبراء في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وحقوق الانسان، وتمكين النوع الاجتماعي، وتقنيات وتكاليف التغليف، والشواهد والرخص والسلامة الصحية، وكيفية الاشتراك في منصات التسويق الرقمي لتسويق منتجاتهم وخدماتهم عبر الإنترنيت، والتدبير المالي، والحكامة والتسيير في مجال التعاونيات.

كما تتميز خطوات هذا البرنامج بدعم ومساندة العديد من شباب المناطق المستهدفة الذين تم تكوينهم في المجالات السالفة الذكر ضمن هذه المبادرة، والذين تطوّعوا من أجل مواصلة الإرشاد والتأطير لفائدة التعاونيات الراغبة في تطوير كفاءاتها وعروضها حاليا ومستقبلا.

بعد المحطات المشار إليها، سيقدم مشروع FLOWER أربع دورات تكوينية لفائدة تعاونيات الحسيمة والنواحي، حول مواضيع التواصل، والقيادة والريادة النسائية، والتكوين حول جودة مسارات الإنتاج والتوزيع، والتحسيس بالسلامة الغذائية، والتغليف والتعبئة، إلى جانب تكوين بخصوص فرص وإمكانيات الولوج إلى التمويل، والدعم، وميكانيزمات المساعدة المواكبة.

ومن المقرر أن تبدأ هذه الدورات في 28 فبراير الجاري، وتنتهي يوم الجمعة 4 مارس المقبل، كما سيشهد الشهر المقبل تنظيم مبادرات مماثلة أخرى دائما في إطار تطوير كفاءات النساء المنخرطات في التعاونيات بمختلف المناطق القروية بالجهتين المستهدفين في هذا الإطار.

وفي سياق جائحة كوفيد-19، التي تعتبر أكبر أزمة صحية في عصرنا، جاء إغلاق الحدود بين المغرب والجيبين المحتلين سبتة ومليلية، مما استدعى إيجاد حلول اقتصادية دائمة لدعم المناطق المجاورة لهما، خصوصا لفائدة مئات النساء المتضررات من هذه الظرفية، علما أن هذا المشروع يأتي متماشيا، أيضا، مع مجمل التدابير المعتمدة لتخفيف تأثير الوباء على الفئات الهشة من السكان، وأيضا، لتعزيز قدراتهن على التعامل مع الأزمات بطريقة أكثر استدامة.

وانطلاقا من هذا التوجه، التزمت جمعية Es.Maroc.org اعتماد مشروع FLOWER (تعزيز فرص السوق المحلية لتمكين المرأة وقدرتها على الصمود)، الذي يهدف إلى تعزيز التمكين والمرونة الاجتماعية والاقتصادية للنساء العاملات في المناطق القروية في المغرب وتونس، في مواجهة ما هو ممكن من الصدمات المستقبلية، من خلال دعمها في أنماط اقتصادية أكثر شمولا واستدامة.

ومن خلال هذه المبادرة، سيجري استهداف النساء القرويات اللواتي ينخرطن في مجموعة من المجموعات المنتجة، بمتوسط 10 عضوات لكل مجموعة منتجة من النساء، و5 مجموعات منتجة من المجموعات النسائية لكل جهة من الجهات التي تحظى باعتماد هذا المشروع، وهي جهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة.

وجرى اختيار هذه المناطق التي يغطيها المشروع، اعتبارا للتداعيات التي أرخت بظلالها على الأنشطة الاقتصادية لمجموعات النساء المنتجات، اللواتي تأثرن بشكل خاص جراء الأزمة الصحية، وصعوبة الوصول إلى الأسواق في الخارج وفي المعارض، بالنظر إلى قيود السفر التي أملتها التدابير الرامية لاحتواء العدوى.

ويستهدف المشروع أيضا 20 شابا نشطا (10 في تونس و10 في المغرب) يشتغلون على التوجيه والتدريب في ريادة الأعمال، وتعزيز مهاراتهم الإدارية، والحكامة والتربية المالية للمجموعات النسائية. وتنتمي هذه المجموعات التي يتعاون معها برنامج FLOWER إلى هيئات محلية نشطة – مراكز، وهيئات عمومية، وحاضنات تعمل في مجال خلق المقاولات.

ويتجلى مفتاح وجود خدمات مستدامة ومستقرة في المنطقة، وإنشاء روابط وشبكات مع المجموعات النسائية، في إشراك السكان المحليين من هذه المناطق، ليصبحوا في نهاية البرنامج نقط مرجعية لمجموعات النساء القرويات.

 ويتوقع أن يبلغ عدد المستفيدات النهائي بالمغرب وتونس، بفضل البرنامج، أزيد من 2000 امرأة قروية وحضرية في ارتباط بالمجموعات المنتجة، اللائي سيستفدن من المنتجات عالية الجودة، وأسر النساء (حوالي 1500 مستفيد: في المتوسط 5 لكل أسرة)، وللإشارة فإن مدة البرنامج تبلغ 9 أشهر.

والجذير ذكره أن برنامج "فلاور" قدم هذه التكوينات بالحسيمة، وعدد من مناطقها القروية، وهي السواني وتفنسا وأجدير ولوطا وسنادة وبني كميل والروادي والمركز القري الروادي دوار أدوز، وبتيفلت وعين عودة والبراشوا ودوار أحواز، وبالمعمورة بجماعة آيت علي أولحسن ودوار آيت بوحو ودوار القريعة جماعة آيت بلقاسم ودورار آيت موسى عين الطلبة (تيفلت) ودوار الاثنين موغال، وجماعة آيت مالك، ودوار مجمع الطلبة، وجماعة آيت أوريبل (الخميسات) ودوار آيت بوبكر أوعيسى ودوار الأمل وجماعة آيت يدين (الخميسات)، ودوار آيت بوزيان، والرماني، وزحليكا الرماني، ومولاي بوسلهام، ومرتيل، والمضيق، وطنجة، وشفشاون، وشفشاون باب تازة، وشفشاون دار أقوباع، وشفشاون بنحمد، وفحص أنجرة، ووزان، وبليونش، وتطوان.
 
جانب من المستفيدات والمستفيدين من برنامج "فلاور"