الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فضيحة كبرى لدولة الكابرانات.. نظام شنگريحة-تبون يخطط لعمليات إرهابية

 
محمد نجيب كومينة
 
 
فجر اليوتوبر الجزائري أمير بوخورص، المعروف باسم "أمير دي زاد"، أمس الاثنين 24 يناير 2022، فضيحة كبرى تتمثل في تخطيط نظام شنگريحة-تبون لعمليات إرهابية في أوروبا تستهدف معارضين جزائريين نشطين في يوتوب وشبكات التواصل الاجتماعية، وقدّم الدليل المتمثل في التسجيل الصوتي للطفي نزّار، ابن الجنرال خالد نزّار، المعروف اليوم أنه من الحكام الفعليين للجزائر، بعدما عاد في الطائرة الرئاسية من "منفاه" في إسبانيا، التي هرب إليها خوفا من المقتول الجنرال گايد صالح. في هذا التسجيل الصوتي، كان لطفي نزّار يُحدّث ضالعين في المخطط الإرهابي، الذي كان قيد التنفيذ، وضمنهم عبد القادر تيغا، رجل استخبارات جزائري هارب، وشخص اسمه جهيد كرمي رجل استخبارات يعمل في سفارة الجزائر في باريس...
 
أمير ديزاد يفجّر الفضيحة
 
توضيحات اليوتوبر ورجل الجيش والمخابرات الجزائرية سابقا والمعارض الشرس للنظام حاليا هشام عبود تكشف جوانب أخرى غير تلك التي فضحها أمير دي زاد، الذي يمارس الصحافة الاستقصائية، كما يكشف عن مصدر التسريبات، وعن علم أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية والبلجيكية، وبالتالي الأوروبية وغيرها، التي تتبادل المعلومات في ما بينها، بالمخطط الإرهابي وببعض المجندين لتنفيذه ممن ذُكرت أسماؤهم...
 
توضيحات هشام عبّود
 
وإذا كان النظام الجزائري قد لجأ مرارا إلى أسلوب الاغتيالات من قبل، وذهب ضحيته قادة أساسيون لثورة التحرير الجزائرية، وعلى رأسهم كريم بلقاسم، الذي كان المفاوض باسم الحكومة الجزائرية من أجل الاستقلال، وأحمد خيضر، الأمين العام لجبهة التحرير في بداية الاستقلال، والقائد التاريخي للثورة الجزائرية محمد بوضياف، الذي تم التحايل عليه من طرف الجنرالين خالد نزار ومحمد مدّين المعروف باسم "توفيق"، بغرض جرّه إلى الجزائر وقتله أمام الملأ، وغيرهم ممن سقطوا أو أفلتوا من الاغتيال، كالقائد الحسين أيت أحمد، الذي كان لاجئا في سويسرا...
 
إذا كان هذا ديدن نظام حكمته منذ البداية طغمة عسكرية انقلبت ضد قادة التحرير والحكومة المؤقتة في صيف 1962، عندما دخل جيش الحدود بقيادة بومدين إلى الجزائر دخول الغزاة، وصفى كل من قاومه، أو دفع به إلى المنفى، فإن المخطط الإرهابي، الذي حُضّر اليوم، يأتي بعد كل الضغوط التي مارسها النظام الجزائري على عدد من الحكومات الأوروبية وغيرها بغرض تسليم معارضيه، والتي لم تفلح إلا مع الحكومة الإسبانية والحكومة التركية، وهو ما يؤكد أن المجنون شنگريحة، الحاكم الفعلي حاليا والمتورط من قبل في إراقة الدم الجزائري وفي كل أصناف الفساد وتهريب المخدرات، مستعد للقيام بأي عمل مجنون يثبت به لنفسه أنه نيرون، ويبقيه حاكما يسيّر دميةً اسمها عبد المجيد تبّون، ويوقف تفكك نظام الجنرالات الآيل للانهيار...
 
والبيّن أن من يفكرون لشنگريحة ويمدّونه بالخطط، وأيضا من يخضعون لجنونه، يشجعونه على المضي بالشقيقة الجزائر نحو الهاوية، وهذا ما يظهر من خلال كل المعارك التي قرر خوضها ضد المغرب ووحدته الترابية وخسرها جميعها...
 
وإذا كان جنون شنگريحة، الذي لا يضاهيه إلا جنون وغباء دميته الثرثار، قد دفعه إلى توجيه أوامره إلى انفصاليي بوليساريو للتحلل من وقف إطلاق النار، الذي وقّعوه مع هيئة الأمم المتحدة، ودفع البعض منهم للموت في المنطقة المحرمة عليهم، وذلك بعد أن حسم المغرب أمره وأوقف العبث في معبر الگركرات بذكاء، وخلق جراء ذلك أمرا واقعا جديدا ومتغيرا استراتيجيا، جاء الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وقرارات مجلس الأمن لدعمه، ثم قطع العلاقات مع المغرب ومنع الأجواء الجزائرية في وجه الطائرات المغربية ووقف تصدير الغاز إلى إسبانيا عبر أنبوب المغرب العربي، في إطار سلوك جنوني ناشئ عن شعور بئيس بأن النظام الجزائري قادر على فرض عقوبات على طريقة القوة العظمى الأولى في العالم: الولايات المتحدة!!!
 
إذا كان جنون الرجل قد قاده إلى ارتكاب هذه الحماقات، التي عادت على الجزائر بالخسارة، فإنه يجب الحذر من ارتكابه لحماقات أخرى، خصوصا وأنه اليوم يخطط للإرهاب ضد جزائريين معارضين في أوروبا وليس ضد أجانب فقط، كما يفعل في بلدان الساحل والصحراء، حيث تنشط مجموعات إرهابية معروفة بروابطها بالمخابرات الجزائرية، التي تعمل على زعزعة استقرار الدول وتخويفها...
 
ولا يجب الحذر فقط من مغامرته بإشعال حرب، يعرف أنه ليس جاهزا لها رغم خزنه لكمّ هائل من الأسلحة، بل وأيضا من مغامرته باستعمال الإرهاب ضد المغرب، ولعل تحريض خادم الجنرالات المسمى سعيد بنسديرة للبوليساريو بالقيام بعمليات إرهابية خارج نطاق الأقاليم الجنوبية المغربية، قد كشف ما يروج في رأس سيده خالد نزار وتوفيق وشنگريحة ومجاهد وغيرهم من المجرمين، الذين سفكوا دماء جزائريين أبرياء بلا رحمة ولا شفقة خلال العشرية السوداء، وكان بث التلفزيون الجزائري لصور الفرقة الخاصة، جهاز الإرهاب الأول، أثناء تتبعها لحوار مع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع، يحمل رسالة إرهابية، إذ إن نجاح لقجع في إغلاق أبواب الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم أمام الانفصاليين، وتمكنه من الفوز بمقعد في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأمورا أخرى، قد جعلت الجنرالات يعتبرون أن عمل الرجل من أجل بلاده وانتصاراته على مناوراتهم البئيسة والبليدة خسارة كبيرة لهم، خصوصا وأنهم كانوا يعوّلون على الكرة لصرف أنظار الشعب الجزائري عن رؤية أوضاعه بعيون صاحية، وجعلوا منه العدو رقم 1 الذي يحضر في إعلامهم بشكل يومي.
 
جنرالات الجزائر يعتبرون فوزي لقجع عدوهم اللدود
 
لنحذر جنون المجنون، ومن يحذون حذوه ويأتمرون بأوامره المجنونة، ولنكن مستعدين على كافة المستويات لبندرة أي إرهابي يحاول استهداف الدم المغربي والمصالح المغربية بكل هدوء وبفعالية قصوى أيضا...
 
ولابد من الإشارة إلى أن تحريض بوق الجنرال نزار على الإرهاب يعكس عقدة تضخمت وتتمثل في كون المغرب تجاوزهم بعشرات السنين، وأن اللحاق به بات مستحيلا، بحيث يمكن أن يتصرفوا مثل أي جماعة إرهابية متخلفة ترغب في إرجاع الزمن إلى الوراء...
 
هشام عبود
رجلا الاستخبارات الجزائرية تيغا (يمين) وجهيد المكلف باغتيال عبّود (يسار)
أميز ديزاد