الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

اسم في الذاكرة.. بوجمعة لحلافي.. وجه تقاسمنا معه الأمل والألم والفرح

 
محمد الخدادي
 
 
يوم فاتح نونبر 2010، رحل، بشكل مفاجئ ومبكر، وجه متميز من ذاكرة الحركة الطلابية واليسارية والحقوقية والنقابية بالمغرب.
بوجمة لحلافي، أصله من بني خلاد، قرب حد امسيلة، فرقة وربة، بقبيلة البرانس (35 كلم شمال تازة).
 
إطار تربوي ونقابي، مناضل متميز، وإنسان رائع.
 
شغل منصب مدير الدراسات بالمركز الجهوي لتكوين الأساتذة بالقنيطرة، والكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم (الاتحاد المغربي للشغل).
 
درس الابتدائي في المنطقة، والثانوي بثانوية علي بن بري بتازة، والتحق بكلية الآداب بفاس سنة 1969.
 
في صيف 1972، انعقد المؤتمر 15 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وانتخب المؤتمرون بشكل ديمقراطي قيادة من لائحة "جبهة الطلبة التقدميين"، وكان بوجمعة لحلافي ضمن المنتخبين في اللجنة التنفيذية للمنظمة الطلابية (أوطم).
 
أمام تصاعد نضال الحركة الطلابية والشبيبة المدرسية، وعموم الفئات الشعبية، في ظل الاختناق السياسي بعد محاولتي الانقلاب العسكري سنتي 1971 و1972، أقدمت الدولة، من خلال وزارة الداخلية، على حظر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقرار إداري، يوم 24 يناير 1973، واعتقال جل أعضاء قيادة المنظمة الطلابية.
 
كان بين المعتقلين بوجمعة لحلافي، عضو اللجنة التنفيذية، الذي قضى سنة ونصف في سجن لعلو بالرباط، وأفرج عنه في صيف 1974.
 
وفي ربيع 1979، رُفع الحظر عن "أ.و.ط.م" (UNEM)، وتكلفت قيادة المؤتمر 15 بالتحضير للمؤتمر 16.
 
كان للراحل دور كبير في الإعداد للمؤتمر، وهو الذي تولّى التنسيق مع عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية، كانوا معتقلين في السجن المركزي بالقنيطرة، في إطار تنظيمي "إلى الأمام" و"23 مارس".
 
قدم خدمات للمعتقلين السياسيين في السجن المركزي بالقنيطرة، من بينها إشرافه لمدة طويلة على تزويدهم بالمواد الغذائية.
 
وهو من المؤسسين لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالقنيطرة في بداية الثمانينيات.
 
تميز الراحل بوجمعة لحلافي (1949-2010)، فضلا عن مساره النضالي المتميز، وتكوينه الثقافي والفكري العميق، بالسخاء والكرم وروح المرح والنكتة.
 
واجب الذاكرة إزاء وجه تقاسمنا معه الأمل والألم والفرح...
 
ونذكره بفرح، لأنه أحب الحياة.