الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ماذا سنخسر وماذا سنربح من صراع الجزائر وفرنسا؟!

 
عبد اللطيف أگنوش
 
ماذا سنخسر وماذا سنربح من صراع الجزائر وفرنسا؟؟!
 
يتعلق الأمر في الصراع غير المعلن بين الجزائر وفرنسا، بذاكرة مزورة تشتغل بمنطق قميص عثمان كاذب!
 
عوض أن إخواننا الجزائريين يتعاملون مع مستعمريهم القدامى من تركيين وفرنسيين بمنطق رابح/رابح، مع ترك التاريخ للمؤرخين المختصين، وعوض الدخول في عملية تنمية شاملة لبلادهم مع ما توفره لهم الطبيعة من خيرات نفطية، اختاروا الطريق السهل: أكل أموال الپترول وعدم إنتاج وتوفير الخبز لمواطنيهم… عوض هذا اختاروا الاسترزاق بإعانات فرنسا، ونسوا الأتراك، تحت الابتزاز بقتل "ملايين الشهداء"، الذين يرتفع عددهم مع ارتفاع أزمات الجزائر… هذا الابتزاز عينه هو الذي يشكل صلب الأزمة الحالية بينهم وبين فرنسا…
 
ويبدو أن فرنسا عاقدة العزمَ، حاليا، نظرا للأزمات التي تعيشها اليوم أكثر من الأمس، على أن تقول: "كفى من الابتزاز، ولنُعد قراءة التاريخ"… وهذه المرة سوف تكون القراءة سياسية حامية، مادامت الجزائر ترفض القراءة الباردة، التي هي من اختصاص المختصين في التاريخ...
 
والحقيقة التي لابد من استحضارها وبدون لف أو دوران، هي الآتية:
 
1- صحيح أن العديد من الأهالي، وأقول الأهالي، بمعنى indigènes، قد قتِّلوا من طرف الجيش الفرنسي، ومنهم كذلك جزائريون من أصول فرنسية ما زالت الذاكرة تحتفظ بأسمائهم…
 
2- صحيح كذلك أن "الثوار" قتّلوا العديد من الأهالي الجزائريين، أو الحرايكية الموالين لفرنسا بتهمة الخيانة، وهجّروا الآلاف منهم نحو مدينة مارساي، دون نسيان قتل وتهجير الجزائريين من ذوي الأصول الأوروبية نحو جنوب فرنسا…
 
أكيد أن الحقيقة التاريخية توجد بين ثنايا هذه الأحداث، وأكيد أنه أصبح من الضروري والعاجل على حكام الجزائر القبول بهذه الحقيقة والتفرغ لتنمية بلدهم…
 
نعم، ولكن ماذا سنربح نحن من كل هذا؟؟
 
لست أدري… ولكنني واثق بأننا سنخسر الكثير إذا كان جارنا شحّاتًا وفقيرا وتسوده القلاقل السياسية، وعاجز عن بلوغ الاستقرار!!!