الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

السلطان أردوغان.. والجهل وتمجيد الجمود

 
محمد الخدادي
 
الدولة العثمانية دامت ستة قرون (1299-1923)، وسيطرت على بلاد العرب والقسم الأكبر من شمال إفريقيا، وعلى أجزاء من أوروبا.
عاصرت النهضة الفكرية والعلمية والثورة الصناعية في أوروبا، دون أن تكون لها فيها مساهمة ولا كان لها منها نصيب.
اقتصر إنجازها على نهب ثروات البلدان المستعمَرة لتمويل الجيش وصيانة الأرستقراطية السلطانية...
هي التي ورّثت التخلف في البلدان العربية بالمشرق، واستنزفت ثرواتها بالضرائب
وبطش الباشوات... ولم يسجل التاريخ أي اسم من الإمبراطورية العثمانية في مجال العلوم التي ظهرت وتطورت في عصرها (الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، الطب، الفلك...) ولا في الفكر والعلوم الإنسانية. حتى الأجزاء التي كانت تحت سيطرتها من أوروبا (البلقان واليونان)، بقيت خارج النهضة العامة التي شهدتها أوروبا...
برزت فقط في المجال العسكري، وذلك في سياق الصراع مع الأمبراطوريات الأوروبية حول المواقع ومناطق النفوذ، من أجل توفير الأموال لتأمين الاستمرار. وحتى على هذا المستوى، عجزت عن مسايرة ركب التطور، فانهارت أمام منافسيها في الحرب العالمية الأولى.
الآن، يعمل الرئيس التركي بكل الوسائل على خدمة مصالح بلاده وحزبه، كي يظل في السلطة. يتعامل بمنطق المصالح مع أمريكا وإسرائيل وأوروبا وروسيا...
ورغم ذلك هناك الآن من يُمجِّد أردوغان ويحلم بعودة السلطان!