الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

تونس.. المحتجون يطالبون بإسقاط الحكومة ويهتفون: "يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح" (+ فيديو)


تظاهر عدد من التونسيين، اليوم الأحد 25 يوليوز 2021، في محيط البرلمان التونسي، للاحتجاج على تردي الأوضاع الصحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ومطالبين باسقاط منظومة الحكم ومحاسبة الحكومة والغنوشي وحركة النهضة الإخوانية، التي اقتحم المتظاهرون الغاضبون العديد من مقراتها في عدد من المدن التونسية...
 
 
وتجاوزت المظاهرات الغاضبة العاصمة التونسية إلى عدة مدن ومحافظات وشهدت حشدا شعبيا كبيرا، بعد أن انطلقت من ميدان باردو، حيث يوجد مقر البرلمان التونسي في العاصمة، ثم امتدت الاحتجاجات إلى خارج العاصمة.
وتأججت الاحتجاجات في كل من محافظة سوسة الساحلية وصفاقس (جنوب) والكاف (شمال غرب)، بنفس الشعارات التي تتهم إخوان تونس في الذكرى 64 لعيد الجمهورية باحتلال البلاد.
 

وهتف المحتجون: "يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح"، و"الشوارع والصدام حتى يسقط النظام"، واتهم المتظاهرون، سياسة حركة النهضة بسرقة أحلام الشباب، الذي وصلت نسبة البطالة فيه إلى 20 في المائة، وفق آخر إحصائيات المعهد التونسي للإحصاء.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو تظهر اقتحام المحتجين مقرا لحركة النهضة في مدينة توزر جنوب تونس، حيث أفرغوا المقر من محتوياته وقاموا بإحراقها.
و حاول عدد من المحتجين اقتحام مقر حركة النهضة في القيروان، مرددين شعارات ضدّ حركة النهضة ورئيسها، قبل أن يتم منعهم من قبل الوحدات الأمنية، بينما ألقى أحدُ أنصار حركة النهضة أحدَ المحتجين كان يحمل علم تونس من على سطح مقر الحركة في القيروان.
وأظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام عنصر حركة النهضة بدفع المتظاهر التونسي، الذي كان يحمل العلم التونسي، من أعلى المبنى، ولا يعرف مصير التونسي الذي سقط من أعلى سطح المبنى المرتفع.
وتأتي الاحتجاجات وسط أزمة صحية غير مسبوقة بسبب تفشي فيروس كورونا واتهام جزء كبير من التونسيين للحكومة بالفشل في إدارة هذه الإزمة. كما أعلنت الوزارة تسجيل 5624 إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما زاد المخاوف إزاء قدرة البلاد على مكافحة الوباء.
وسجلت تونس، أمس السبت، زيادة يومية قياسية في الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، حيث قالت وزارة الصحة إن البلاد سجلت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 317 وفاة لأسباب لها علاقة بـ"كوفيد 19".
وتشهد البلاد حالة من الغضب الشعبي من جراء سياسيات النهضة التي أفسدت المسار الديمقراطي وعنفت المعارضين، فضلا عن فضح محاولة استغلال المؤسسة القضائية لإفساد ملفات التقاضي في عدة قضايا إرهابية أبرزها مقتل شكري بلعيد ومحمّد البراهمي.
ونقلت الزميلة "سكاي نيوز عربية" عن المحلل السياسي التونسي بلحسن اليحياوي قوله إن حركة النهضة في الوقت الحالي "محاصرة بالأزمات، خاصة بعد قطع الطريق أمامها باستغلال المؤسسة الفضائية وتطويعها للتلاعب بالملفات القضائية وخاصة الإرهابية التي لها صلة وثيقة بقيادات النهضة، ما يشكل قطع ذراعها القضائي، والإعلامي أيضاً، فضلاً عن الكثير من الانتقادات التي توجه للحركة على المستوى الإقليمي والدولي".
ويرى اليحياوي أن الإشكالية الخاصة بحركة النهضة تتمثل في الولاء، لأنها تعمل لصالح أجندة التنظيم العالمي للإخوان وليس وفق أجندة وطنية، ويغيب عن أدبياتها تماما مفهوم الدولة وقيم الوطنية، وبالتالي عندما وصلت إلى صنع القرار الساسي في تونس إبان الانتخابات التي جرت عقب 2011، لم تقدم أي جديد للسياسة التونسية، ولم تتمكن من تحقيق نجاح في إدارة الدولة.
وأوضح اليحياوي أن "حركة النهضة لا تمتلك الأدوات التي تمكنها من إدارة الدولة أو تشكيل الحكومة بما تطلبه هذه العملية من إدراك لمختلف المعطيات، بالإضافة إلى غياب مفهوم الدولة، التي تختلف أولوياتها تماما عن هذا التنظيم الدولي للإخوان الذي لا يؤمن بالوطن ويعمل فقط لمصالحه الخاصة".