الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

قصة واقعية من عجائب النضال الحقوقي في بلادنا المحروسة

 
عبد اللطيف أگنوش
 
في شي نهار من ايامات 2011، في عز أزمة الخريف العربي، طلعات واحد البنت في شاشة فرانس24، كتغوّت:
 
- انا مادوموازيل فلانة بنت المناضل والمعارض فلان (اللي لحد الساعة باقي كياكل فلوس الدولة وفي نفس الوقت كيعارضها كمناضل حقوقي... هاذي ما گالتهاش مادوموازيل، أنا مسخوط الوالدين للي زدتها حينت صحيحة!)... أنا، مادوموازيل فلانة بنت المناذل فلان، جيت لمطار محمد الخامس باش ناخذ الطيارة ديالي لباريس، ولكن البوليس والمخزن سرقوا ليا الپاسپور ديالي داخل المطار، لأن الواليد ديالي مناضل حقوقي ومعارض للمخزن!!!
 
ناضت القيامة، لأنه تّا واحد ما فهم الحكاية... الصوحافيين ديال فرانس24، صحاب الواليد المناضل ديال الفتاة الراقية جدا، ما كلفوش نفوسهم حتى عناء إعطاء حق الرد للأمن المغربي بحكم أنه المعني مباشرة بتهمة سرقة جواز السفر ديال بنت المناذل، وبحكم أنه هو الساهر على أمن المطار!!
 
إدارة الأمن ما نعسوش الأطر ديالها هاذاك النهار...
 
باش تبرد الأمور، مصالح الداخلية تحركت كرجل واحد، وتصاوب پاسپور جديد للدرية بنت المناضل، وسافرات هاذاك النهار من بعد ما خذات طيارة اخرى.. وتقرر فتح تحقيق معمق لفهم ما الذي جرى، وتوقيف البيضة في الطاس.
 
وتفرتكات الجوقة باش تهنى الوقت... ولكن.. ولكن...
 
بالزربة بدات التحريات والتقلاب... تم فحص جميع كاميرات المراقبة من الدخول ديال البيبان، ومرورا بجميع مراحل المراقبة حتى تسجيل الباگاج والوصول لباب مراقبة الجوازات... واااا تقولْ واش شي جواز سفر جبداتو الدرّية في شي وقت من الصّاك ديالها، والو... يعميه!!
 
فرقة الشرطة القضائية المكلفة بالبحث وضعت فرضية أن جواز السفر بقى في آخر دار خرجات منها الدرية الصباح، وأنها نساتو في هاذ المكان أو شي حاجة اخرى... المهم هو أنه تبث أن الجواز ما وصلش لمطار محمد الخامس، وأن الدرّية إما أنها كتكذب لسبب ما، أو أن شي واحد قولبها في الجواز وسرقو ليها لأنه بغا يمنعها من السفر لسبب ما!!!
 
بالفعل، فريق البحث توصل إلى أن السيدة بنت المناضل ما باتتش في دار بّاها المناضل، ولكن باتت عند صاحبها... ومن دار صاحبها جات للمطار ديريكت... مشى فريق البحث لدار "الصاحب"، لقاوه مازال مكسّل ناعس، واعتارف ليهم أنه هو اللي سرق ليها الپاسبور باش ما تمشيش بوحدها لفرنسا!! سبب ما عمرني ما فهمتو لحد الساعة!!
 
ولكن اللي فهمت هو ان النضال الحقوقي عند شي مناذلين غا طريقة ملتوية لابتزاز الدولة في شي ريالات وصافي، وحقمولانا!!
 
ولكن واحد من مساخيط الوالدين ديال الإدارة خرّج الخبر للناس ديال فرانس24، اللي بحال ديما، ما عمرها كلفت نفسها عناء تصحيح الزلة اللي وقعت فيها..
 
الحكمة من هاذ الواقعة، أن فرنسا حافظة المغرب بحال جيبها، وما عمرها تغلط في نجاعة الإدارات الأمنية المغربية ومهنيتها وتربيتها وأخلاقها... والسلام...