الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الانتقالات المنجزة في المغرب واللغة الديبلوماسية الجديدة الواعدة

 
مسعود بوعيش
 
أعتقد أن تقسيم الزمن السياسي لمخاض قضيتنا الوطنية إلى مراحل أو فترات قد يفيدنا في تنسيب الموضوع وتدقيق مستويات المد والجزر..
 
توظيفي للمد والجزر في السياق قد يساعدنا على استيعاب بعض تجليات الديبلوماسية المغربية ولغتها..
 
فترة غشت 1975 إلى 16 أكتوبر 1975..
 
فترة ما بعد 16 أكتوبر 1975 إلى حدود 28 فبراير 1976، يعني الحدث التاريخي الذي تصدر الفترة هو تنظيم مسيرة سلمية إلى الصحراء..
 
فترة 14 غشت 1979 إلى نهاية الثمانينات.. الحدث البارز على المستوى الأفريقي هو انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الأفريقية سنة 1984، وعلى المستوى العالمي هو سقوط جدار برلين في نونبر 1989..
 
فترة غشت 1991 إلى 2007.. يعني مرحلة دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وتشكيل آلية المينورسو والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة..
 
فترة 2007 إلى يوليوز 2021..
 
ومهما تكن التباينات في تقييم وقع اللغة الديبلوماسية على الشركاء، فإن الحصيلةَ إيجابيةٌ في شموليتها مقارنة بالأهداف التوقعية المعلنة..
 
الديبلوماسية المغربية استطاعت، من خلال تصورها الجديد، تجاوز الحواجز وإقناع أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأن الحل السياسي التفاوضي هو مفتاح السلم والاستقرار في منطقة النزاع ومحيطها..
 
الحجج التاريخية والجغرافية وعلاقات المشروعية والشرعية بين السكان والدولة كانت سائدة في الترافع إلى حدود 1991، في الوقت، الذي اختارت الجزائر توظيف مفاهيم ومبادئ حقوقية، وعلى رأسها مبدأ تقرير المصير، الذي يتصدر العهدين الدوليين يعني العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. وتوظيف انتهازي لبراديغم "عدم المس بالحدود الموروثة على الاستعمار"..
 
يمكن القول إن فترة 2000-2007 عرفت تحولا في لغة الديبلوماسية المغربية، التي فطنت إلى ضرورة وأهمية الترافع داخل المنظومة الحقوقية...
 
من جانب آخر، ساهمت الديبلوماسية الحزبية والنقابية في تعويض النقص، كما ساهمت الديبلوماسية البرلمانية في تعزيز انزياح الديبلوماسية الرسمية إلى إغناء قاموسها بالقانون الدولي لحقوق الإنسان...
 
ومهما تكن التباينات في التقدير، فإن مجهودات الدولة المغربية انصبت بالأساس على تصحيح الأوضاع الداخلية وتصفية الأجواء السياسية ونهج سياسة عمومية لتنمية الأقاليم الجنوبية وإنجاز إصلاحات عميقة في قوانينها ودستورها واستكمال مسلسل الانخراط في العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان..
 
يمكن القول إن ثمرة الانتقالات المنجزة على مستوى الداخل وصل مفعولها إلى اللغة الديبلوماسية الجديدة الواعدة...