الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الضحايا الست لمجزرة حي الرحمة في سلا

البوليس المغربي اللي قلّع إرهابية في جنوب فرنسا لم يفكّ بعد لغز مجزرة حي الرحمة في سلا

 
جلال مدني
 
يوم فاتح أبريل 2021، قدمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "الديستي" (جهاز الاستخبارات الداخلية المغربية)، لفائدة مصالح الاستخبارات الفرنسية الداخلية والخارجية (DGSE-DGSI)، معلومات دقيقة حول مواطنة فرنسية من أصل مغربي، كانت بصدد التحضير لتنفيذ عمل إرهابي وشيك كان يستهدف مكانا للعبادة بفرنسا (كنيسة).
الاستخبارات المغربية قلعوا خيتنا من وسط حي هامشي عامر بالبزناسة والحشايشية والمقرقبين، ولكن ما فيهش إسلاميين ولا متشددين ولا إرهابيين، في مدينة مونبلييه جنوب فرنسا... ناضت فرنسا، من بعد ما تجمعت ليها كافة المعطيات، تحركت يومي 3 و4 أبريل، وجمعت مع خيتنا، وبفضل استخبارات المغرب تجنبت فرنسا حمام دم كان في حكم المؤكد...
ويوم 6 أبريل، أعلن كل من المغرب وفرنسا عن المعطيات الأساسية المتعلقة بهذه العملية الأمنية، في مواجهة مخطط داعشي...
وقبل ذلك بشهرين، أي يوم 6 فبراير 2021، كان حي الرحمة في مدينة سلا مسرحا لمجزرة وحشية، همجية، خلّفت قتل وذبح وحرق 6 أشخاص من عائلة واحدة، وهم الوالد، وهو عسكري متقاعد، وزوجته، وابنهما الذي كانت وجدته الشرطة مازال على قيد الحياة، حيث جرى نقله إلى المستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق، وزوجته، وابنه الرضيع وعمره 40 يوما، وابن أخته كان ضيفا لديهم، وعمره ست سنوات...
لكن، منذ يوم ارتكاب هذه الجريمة الهمجية، وإلى اليوم، أي بعد مرور شهرين ونصف، مازالت خيوط المجزرة، التي هزت الرأي العام الوطني والدولي، متشابكة وغامضة، إذ لم تتمكّن عناصر الأمن، بعد، من فك لغز جريمة ذبح وحرق الضحايا...
وللإشارة، فطوال الأيام، التي أعقبت الجريمة، ظلت تنتشر أخبار متواترة، بسيناريوهات متضاربة، انتقلت من توجيه الاتهام لأحد أفراد العائلة إلى وجود عصابة وخطط مدبّرة، ابتدأت بإشارات غامضة من قبل بعض أفراد العائلة إلى جهات لم تسمها لها مصلحة في فراغ أو إفراغ المنزل، الذي تقطن به العائلة، ثم وصلت إلى جهة معلومة تتشكل من أفراد يشتغلون في قطاع المتلاشيات، مع حديث عن خلافات مالية، بالاستناد إلى تواتر أخبار عن اعتقال أفراد هذه العصابة وعددهم 14 شخصا لهم علاقة بجريمة حي الرحمة، وأن المجزرة لها صلة بتصفية حسابات بين العصابة، التي اعتُقل أفرادها، وبين شخص آخر، ينتمي إلى الأسرة المستهدفة، كان يتاجر في المتلاشيات بأحد المحلات الموجودة في سيدي الضاوي، الواقعة في مدينة سلا...
بل أكثر من ذلك، انتشرت أخبار على نطاق واسع تفيد أن محققي الشرطة توصلوا إلى حل لغز جريمة حي الرحمة، واعتقال مرتكبيها، في إشارة إلى العصابة المذكورة، وتعدادها 14 فردا، قيل إنه جرى اعتقال أربعة في البداية، ثم أعقبهم اعتقال عشرة، لكن تبيّن، بعد ذلك، وفي غياب بلاغ رسمي، أن كل ما تقدم تبقى مجرد تكهّنات، وأن الثابت الوحيد اليوم، هو أن محققي الشرطة مازالوا عاجزين عن فك ألغاز هذه الجريمة المجزرة...
وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني قال، يوم ارتكاب المجزرة، إن ضباط الشرطة القضائية وخبراء مسرح الجريمة، انتقلوا لمنزل بحي الرحمة بمدينة سلا، لمباشرة المعاينات المكانية والخبرات التقنية بسبب اندلاع حريق في مشتملات المنزل.
وأوضح البلاغ أن الجثث التي تم العثور عليها، تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة عن مادة سريعة الاشتعال، في حين تم نقل شخص سادس من نفس العائلة للمستشفى بعدما كان في حالة اختناق قبل أن توافيه المنية.
وأضاف البلاغ أن المعاينات الأولية تشير إلى انعدام أية علامات بارزة للكسر على أبواب ونوافذ المنزل المكون من طابقين، والذي يتوفر على كلبين للحراسة في سطح المنزل، في حين لا زالت عمليات المسح التقني متواصلة بمسرح الجريمة من طرف تقنيي الشرطة العلمية والتقنية وضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بغرض تجميع كل العينات البيولوجية والأدلة المادية والإفادات الضرورية لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.