الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

من ذكريات زمان.. أول مرة عرفت فيها السي المصطفى الرميد!

 
عبد اللطيف أكنوش
 
 
السنة الجامعية 1977-1978، والحصة كانت مخصصة لمادة "العرض والمناقشة"، مخصصة لطلبة السنة الثالثة ديال الإجازة في القانون العام وعلم السياسة، ولكن تعودت أن الحصص ديالي تكون مفتوحة في وجه جميع الطلبة كيفما كان مستواهم...
الدرّي اللي دخل للحصة كيقرا في السنة الأولى قانون خاص، ومبدئيا باقي عليه الحال أنه يشارك في حصص "العرض والمناقشة" لأنها موضوعيا صعيبة عليه، خاصة وأنه "مناضل إسلامي" عرفتو من التنقاز ديالو، ومن أنه كان محاط بما يشبه الحراس الشخصيين، ومن أنني كنت على علم بأنه هو اللي كيصلّي بالطلبة في الحي الجامعي، والاسم ديالو هو المصطفى الرميد!!
من عادتي أنني كنبدا الحصة بكتابة عنوان الموضوع في السبورة، ثم كنكتب لائحة بالمراجع الأساسية اللي تناولت الموضوع، وكنعطي للطلبة نبذة تاريخية على هاذ المراجع، يعني شكون كتبها؟ وكيفاش كتبها؟ وعلاش كتبها؟ وبأي مناسبة تكتبات؟ والترتيب الزمني ديالها؟ والانتقادات الأساسية اللي توجّهات ليها؟ ثم كنشرع في الحصة...
يا الله غادي نگول باسم الله، نقّز عليا السي المصطفى الرميد الله يشافيه من المرض الجسدي والمرض السياسوي، وقال ليا:
- آ السي الأستاذ... عندي ملاحظة مهمة جدا... نتا ماشي موضوعي... علاش ما وضعتيش القرآن الكريم والمراجع الإسلامية ضمن المراجع ديالك؟!
عرفتو جا للحصة باش يريّب الحفلة، ومع ذلك جاوبتو:
- منين خرجتي مسّينا على الله؟! الموضوع ديالنا اليوم ماعندو علاقة بالله ولا بالمسلمين، موضوعنا كيهم القومية العربية كإيديولوجية ونبينا عليه السلام... ولكن گول ليا، آش دخّلك عليا أصلا في هاذ الحصة؟! نتا باقي ماتعرفش لهاذ الشي أ السي محمد!! ونوض الله يرضي عليك سير إيلا عندك شي حاجة ما تقضي!!! 
وبداو الطلبة ديال السنة الثالثة كيغوّتو عليه، وخرّجوه مع الباب هو والكاردكورات ديالو، وتهنّيت منو!!
من تماك ما بقيت شفتو باستثناء في الڤيديوهات ديال المظاهرات ملّي كيكون يتبوحط على البوليس والمرود ويدير براسو مات وقتلو المخزن الغاشم... حتى لعام 2003 تقريبا بمناسبة واحد اللقاء مع المرحوم إدريس البصري لمناقشة بعض الأمور المتعلقة بأمن البلاد، بحيث كان السي الرميد من المرافقين للمرحوم... وهاذي قصة أخرى نحكيها ليكم شي نهار ملّي نبغي!!