الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عناصر من كتائب القسام

فضيحة.. هروب قائد كوماندوز من كتائب القسام يفضح اختراقات إسرائيل لحركة حماس

 
"الغد 24" ووكالات
 
ليس غريبا الضجيج المثار، منذ بضع ساعات، حول نجاح إسرائيل في تحقيق اختراقات أمنية لعصابات حماس الإخوانية، وفق ما يرى عدد من المراقبين، باعتبار الممارسات الخيانية، والانتهازية والوصولية، والهرولة للاغتناء بكل السبل الموجودة، هي سلوكات من صميم جماعة الإخوان المسلمين في كل البقاع، التي يوجدون فيها...
 
وتعود وقائع اليوم إلى هروب أحد قادة كتائب “عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى إسرائيل، بعد افتضاح أمر عمالته لصالح الكيان الصهيوني، مما أعاد إلى الواجهة سلسلة الخيانات داخل كيان الحركة الإخوانية الظلامية، وهي خيانات لا تمس فحسب قياداتها المتوسطة، بل حتى قياداتها الكبيرة...
 
هروب بمساعدة إسرائيلية
 
هروب قائد وحدة الضفادع البشرية أو "لكوماندوز" بكتائب عز الدين القسام، عزالدين الحاج علي بدر، إلى إسرائيل تداولته قناة "العربية" وصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، ومؤداه أن قائد "الكوماندوز" الحمساوي هرب عبر البحر إلى إسرائيل بمساعدة من فرقاطة إسرائيلية وبحوزته جهاز حاسب آلي محمول ووثائق سرية خاصة بالحركة، بعد اكتشاف تجسسه عليها منذ عام 2009.
 
وحول جهاز الحاسب الآلي المحمول الذي هرب به عز الدين الحاج علي بدر، أفادت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أنه هو الحاسب الآلي المركزي لشبكة معلومات القسام الإلكترونية، التي تحتوي على سجل كل عناصر وقيادات القسام ومخططات الأنفاق التي حفرتها عناصر حماس تحت الأرض في غزة. وهو ما يعني أن كافة التفاصيل والمعلومات العسكرية الخاصة بكتائب عز الدين القسام باتت في أيدي المخابرات الإسرائيلية، وأن الحركة باتت كتابا مفتوحا أمام إسرائيل.
 
وأشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلا عن مصادر فلسطينية إلى أن القيادي الهارب أُثيرت حوله شبهات بتعاونه مع جهات استخباراتية إسرائيلية، وأن الحركة كانت على وشك اعتقاله قبل فراره بالتنسيق مع تل أبيب، كاشفة أن التحقيقات حول تلك الواقعة تتم في سرية بالغة، خوفا من تورط قادة آخرين في عمليات تجسس شبيهة.
 
القبض على قيادي آخر قبل الهروب
 
محاولة عز الدين بدر الناجحة للهروب سبقتها محاولة هروب أخرى لقيادي آخر في صفوف كتائب عز الدين القسام هو الرائد محمد عمر أبو عجوة، 32 عاما، وهو قائد كتائب القسام في حي الشجاعية أحد أكبر أحياء قطاع غزة. حاول أبو عجوة الهرب إلى إسرائيل منذ أيام بعد أن كُشف أمر تجسسه لصالح إسرائيل، ولكن رجال حركة حماس تمكنوا من القبض عليه.
 
أبو عجوة، حسب وسائل إعلام فلسطينية، كان المسؤول عن المنظومة الإلكترونية والتقنية الخاصة بكتائب عز الدين القسام داخل حي الشجاعية، وهي تشمل كاميرات المراقبة وشبكات الاتصال الداخلية للكتائب. ويعمل مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد منذ عام 2009، كرفيقه عز الدين بدر، كما أنه يعمل برتبة رائد في جهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس في القسم المسؤول عن التحقيق مع المشتبه فيهم والمتورطين في العمالة والتجسس لصالح إسرائيل. وأفادت مصادر فلسطينية أنه عمل مدربا لدورات في كيفية جمع المعلومات والأمن الشخصي ومكافحة أعمال التجسس.
 
اكتشفت كتائب عز الدين القسام خطة هروب الرائد محمد أبو عجوة عندما طلب من شقيقه القيادي أيضا في كتائب القسام إحضار مبلغ مالي من أحد الأفراد التابعين للمخابرات الإسرائيلية في غزة، ولكن تعذر وصول شقيقه إلى هذا الشخص، فُطلب منه أن يضع المبلغ المالي في نقطة، وهو الاتصال الذي تنصت عليه جهاز المخابرات العسكرية بكتائب القسام، وبناء عليه ألقت دورية أمنية تابعة للقسام القبض على شقيق أبو عجوة، ثم ألقت القبض على الرائد أبو عجوة من منزله. وأثبتت التحقيقات تورطه في التعاون مع المخابرات الإسرائيلية على مدار 11 عاما قضاها في العمل والاطلاع على أدق تفاصيل العمل العسكري التقني للقسام.
 
حملة اعتقالات لشبكات أخرى
 
قبل انكشاف أمر القائدين في الجناح العسكري لحركة حماس عز الدين بدر ومحمد أبو عجوة، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في غزة يوم 3 يوليوز الجاري "اعتقال خلية مُوجّهة من الاحتلال الاسرائيلي خلال قيامها بعمل تخريبي ضد عناصر المقاومة".
 
ونشرت صحيفة الأخبار اللبنانية تقريرا يوم 8 يوليوز الجاري نقلا عن مصادر أمنية داخل حماس يفيد أن جهاز الأمن الداخلي التابع لحركة حماس ألقى القبض على عناصر من داعش، خططوا لعمليات تفجيرية في قطاع غزة، ووصفت المصادر ذلك بأنه "مخطط خطير لأجهزة المخابرات الإسرائيلية تحت غطاء خلايا تتبع تنظيم داعش"، وأن التحقيقات بيّنت أن الخلية جنّدها أحد عملاء إسرائيل...
 
إلا أن الحوادث الأخيرة تشير بجلاء إلى أن هذه العناصر التي ألقت حركة حماس القبض عليها ليست عناصر تابعة لداعش أو عناصر سلفية كما أشارت بعض التقارير، وإنما هي عناصر من داخل الحركة اكتُشف أمر تجسسهم على الحركة لصالح إسرائيل. وأفادت مصادر فلسطينية لوكالة أمد الفلسطينية للأنباء أن الخلية التي اعتقلها أمن حماس في غزة خططت لعمليات تفجيرية في القطاع، وأن من بين المعتقلين أيضًا "عملاء" يتواصلون مع إسرائيل وعلى علاقة جيدة بضباط اسرائيليين، حيثُ ضبط بحوزتهم مبالغ مالية هائلة.
 
سلسلة لا محدودة من الاختراقات الأمنية لحماس
 
وقائع تجنيد إسرائيل لقائد وحدة الضفادع البشرية بكتائب القسام، عز الدين الحاج علي بدر، وقائد كتائب القسام بحي الشجاعية، محمد عمر أبو عجوة، ليست أول الحوادث التي تنجح فيها إسرائيل في اختراق حركة حماس، وتجنيد عملاء بداخلها، حتى في صفوف قياداتها العليا والوسطى، فتاريخ الحركة، التي أنشئت عام 1987، مليء بمثل هذه الوقائع التي ظهرت إلى العلن وتم الكشف عنها سواء بواسطة الحركة أو بواسطة غيرها، ومليء بالكثير والكثير من وقائع التجنيد والتجسس الإسرائيلية في داخل قيادات الحركة التي لم تظهر إلى النور حتى الآن. في مناسبة مقبلة، يمكن أن نسوق بعض هذه الوقائع والاختراقات التي ظهرت إلى وسائل الإعلام، والتي تكشف واحدة من طبائع المنتمين للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذين يتاجرون بالدين، ويمكن، في سبيل مصالحهم الضيقة، أن يبيعوا الدين والجماعة والوطن وكل شيء، هؤلاء هم الخوانجية...