الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني يقود سيارة تحت أنظار ولي العهد سيدي محمد والأمير مولاي رشيد والحاشية الملكية

الموت تاع الضحك.. نهار بقى الحسن الثاني والوفد للي معاه كيتسناو والطيارة واقفة على ود ماكينة الخياطة

 
حسن عين الحياة
 
لا تخلوا حياة الملك الراحل الحسن الثاني من الطرائف والنوادر.. بعضها وليدة الصدفة، وأخرى تصنعها كوميديا المواقف، لكن بعضها الآخر، وهي كثيرة، كان الحسن الثاني قطب الرحى فيها، باعتباره ملكا كان يحب القفاشات وأحيانا يصنعها لخلق جو من المرح، كنوع من التخفيف من أعباء الحكم.
ذات مرة، يقول الدكتور سعيد هبال صاحب كتاب "أصدقاء الملك" في حديثه معنا، إن الملك الراحل الحسن الثاني كان في مهمة بالخارج، وعندما همَّ بالعودة إلى الوطن على متن طائرته الخاصة، لاحظ بأن الطاقم تأخر قليلا عن توقيت الإقلاع، فسأل حاشيته عن سبب التأخير، ليجيبه أحدهم "نعام سيدي كانتسناو فواحد".
ومن أعراف البروتوكول، أن تقلع الطائرة في توقيتها المحدد، وأن ينضبط الكل للوقت المُعلن عنه سلفا، لكن أن تتوقف الطائرة الملكية في انتظار شخص من الحاشية، فهذا أمر قد يفجر غضب الملك، ساعتها رد الحسن الثاني غاضبا "حنا كاملين ومعاهم ملك وكانسناو واحد.. شكون هذا للي معطلنا"؟، يقول هبال ثم يضيف، تسَمَّر الكل في مكانه، وأجابه المتحدث:"مرادجي نعام سيدي (مرادجي هو مصور القصر آنذاك)"، وقتها انفعل الملك ولم يخفي غضبه عن هاته الفعلة التي لا تغتفر إلا بعذر مقنع.
وتبعا لهبال ما إن التحق مصور الملك بالطائرة حتى سأله الحسن الثاني عن دواعي التأخير، ليجيبه مرادجي بصراحته المعهودة: "نعام سيدي مللي بغينا نركبو تفكرت أن أمي طلباتني على ماكينة تاع الخياطة.. قالت أوليدي جيبها ليا معاك".. نظر إليه الملك ثم سأله مرة ثانية: "هل اقتنيت لها آلة الخياطة؟" فرد مرادجي: "نعم مولاي لقد اقتنيتها وهي الآن مع الأمتعة بالطائرة"، ساعتها انفجر الحسن الثاني ضاحكا وقال لمن معه "والله مانخافو راه حنا غادين نوصلو بخير وعلى خير، حيث راكب معانا واحد مرضي الوالدين"، في إشارة إلى مرادجي.