الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني يمارس هواية القنص

مزاجية ملك.. عندما حسد المحيطون بالحسن الثاني كلبه "كيوي" الذي أصبح "ترمومترا" لمعرفة نفسية الملك

 
حسن عين الحياة
 
يجمع كثير ممن كانوا يدورون في فلك الراحل الحسن الثاني، أن هذا الملك الذي حكم المغرب بقبضة من حديد، كان مزاجيا، لا يستقر على حال.. يكون رائق البال، فيتحول فجأة إلى غاضب، ويغضب فيتحول فجأة إلى آخر مرح، مما كان يربك كل من حواليه خوفا من ارتكاب الأخطاء. وهنا يقول الصحافي الراحل مصطفى العلوي في كتابه "الحسن الثاني الملك المظلوم" عن غضب الملك، "ما أصعب سيدنا لما يغضب، وكثيرا ما يغضب، لكن الحسن الثاني لم يكن يغضب أكثر مما يرضى، ولم يكن يرضى أكثر مما يغضب".
ويضيف الكاتب في محاولة لإظهار تأثير مزاجية الملك على المحيطين به، أنه "عندما يخرج إليهم سيدنا في نهاية الصباح كعادته، تكون قلوب المنتظرين تلهث من الخوف والهلع، عما إذا كان سيدنا سيخرج غاضبا أو منشرحا".. خاصة وأن لهم من التجربة والقُرب ما يجعلهم من خلال الممارسة الطويلة يتوقعون المفاجآت. لكن "عندما أصبح سيدنا مرفوقا، خلال سنوات طويلة، بكلب صغير، أسود اسمه كيوي، أصبح الكثير منهم يحسدون ذلك الكلب العزيز على سيدنا، بقربه من ملك البلاد قربا يثير غيرتهم، لولا أن هذا الكلب الجميل، لم يمنع من دهائهم، حين أصبح هو المؤشر على الحالة النفسية لسيدنا".
وحسب العلوي، عندما يكون هؤلاء مصطفين في باب الكوزينة، ينتظرون خروج الحسن الثاني، يشاهدون أولا الكلب كيوي، يخرج وهو يسبق الملك، "فأصبحوا يركزون اهتمامهم على معنوية الكلب كيوي، فإذا خرج فرحا يبصبص بذيله، فهموا أن سيدنا منشرح، ليس في الجو ما يزعجه، وإذا خرج كيوي حاني الرأس يمشي ببطء، عرفوا أن سيدنا منزعج وغاضب، أو شيئا ما حصل داخل الدار، ليستعد كل منتظر لتلقي النظرات الغاضبة لسيدنا".