الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني وفي الإطار مجموعة ناس الغيوان

عندما اكتشف الحسن الثاني أن أجرة ناس الغيوان منقوصة وضرب فخديه قائلا: "أنا دايرين بيا غير الشفارة"

 
حسن عين الحياة
 
ظل الملك الراحل الحسن الثاني يغدق على ضيوفه الفنانين بكرم، من ماله الخاص، حتى يعيش الفنان المغربي في مستوى يليق به، وكان يكلف بهذه المهمة بعض المقربين منه من خاصة الخاصة، لكن كان، وفق عديد المصادر، هناك من يأخذ نصيبه من عطايا الملك للفنانين خفية، فيوصلها إلى أصحابها منقوصة بعدما يقتطع منها أكثر من نصفها.
وبحسب الدكتور سعيد هبال صاحب كتاب "أصدقاء الملك"، كان عدد من الفنانين ممن يحجون للقصر بأمر من الملك الراحل، لا يتقاضون أجورهم كاملة، مستدلا بمجموعة ناس الغيوان.
ويضيف هبال في حديث معنا، أنه ذات مرة غنت المجموعة أمام الملك بعضا من أغانيها الشهيرة، ولما انتهى زمن الحفل، سأل الحسن الثاني بعض أعضاء هذه المجموعة قائلا: "صافي تمتعو، وتهلاو فيكم..؟"، فأجابه عمر السيد والراحل العربي باطما: "نعام سيدي تهلاوْ فينا.."، فسألهما الحسن الثاني مرة ثانية عن المبلغ الذي تقاضته المجموعة، فردا: "عطاونا الخير والبركة.."، لكن الحسن الثاني ألح في معرفة المبلغ، فأجابه أحدهما بأنهم تقاضوا 8 آلاف درهم.
آنذاك، يقول هبال، اندهش الحسن الثاني، وضرب بيديه على فخذيه للتعبير عن غضبه، حيث قال "أويلي هاذ 8 آلاف درهم ديالاش.. واش 8 آلاف درهم للواحد..؟ فرد عليه أحدهم "لا يا مولاي 8 آلاف درهم للمجموعة بأكملها"، ليقول الحسن الثاني "أنا راه دايرين بيا غير الشفارة هنا"، في إشارة إلى من أوكل إليهم أعطيات الفنانين، فاقتطعوا منها لأنفسهم.
وكانت هذه الواقعة حسب هبال، من أسباب طرد فنان مغربي من القصر الملكي كان مكلفا بالأعطيات الخاصة بالفنانين، لكن، يضيف هبال، أن الوحيدة التي كان يمنحها الملك المال لتوزيعه على الفنانين بأمانة هي الفنانة الشعبية العذراوي، حيث كانت تمنح عبد الرؤوف وبلقاس حقهما غير منقوص، في حين كان هناك العديد من الموسيقيين من كانوا يأخذون لهم نصيبا من أموال الفنانين الممنوحة من طرف الملك، لذلك، أصبح الحسن الثاني بعد هذه الواقعة يمنح الأموال شخصيا لأصحابها.