الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

النساء الاتحاديات: الدولة تتحمل مسؤولية العنف الذي تتعرض له المغربيات وأفضى إلى مقتل 137 امرأة

 
أكدت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، أن ظاهرة العنف ضد النساء عرفت ارتفاعا مهولا مع تفشي وباء كوفيد 19، حيث تعاني النساء في المغرب وبلدان أخرى بشكل متفاوت وعلى واجهات مختلفة، باعتبارهن الأكثر تعرضا لفقدان مورد الرزق، والأقل استفادة من الدعمين المادي والنفسي، ويتحملن كلفة إحباط الأزواج وأفراد الأسرة الناتجة عن قساوة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للوباء، من العنف النفسي والجسدي والمادي.
وأوضحت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، في بلاغ توصل موقع" الغد 24" بنسخة منه، أن 35% من النساء يتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي أو هما معا.
وأكدت المنظمة ذاتها، أن 137 امرأة فقدن حياتهن نتيجة العنف الممارس عليهن، موضحة أن غياب النص التشريعي الموافق لمنطوق المساواة في الدستور، وعدم تفعيل النصوص المتوفرة في مجال العدالة الاجتماعية، هو ما زاد في تفاقم العنف الذي يمارس على النساء بكل تداعياته النفسية والاجتماعية: قانونيا، سياسيا واقتصاديا وثقافيا.
وفي السياق ذاته، أشارت المنظمة المذكورة، إلى مظاهر أخرى من العنف تتجلى في البعد المحافظ في الاجتهادات والسلطات التقديرية للقضاء والذي يتقوى من خلال قراءة النص الديني وتأويله في اتجاه دونية المرأة، وإبراز التفوق الذكوري، وتزويج القاصرات وعدم تثمين العمل المنزلي الذي يستغرق معظم أوقات ربات البيوت، وكل مظاهر التمييز الاجتماعي المهني والثقافي القائمة على النوع، مع الإشارة إلى إقصاء النساء وتغييبهن عن مواقع القرار السياسي والاقتصادي والثقافي، وتقديم صورة نمطية عن المرأة في الإعلام لا تعكس المساهمة الحقيقية للمرأة في البناء المجتمعي.
وأمام خطورة العنف المتنامي ضد النساء، جددت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، انخراطها في النضال اليومي، والتزامها المتجذر في مرجعيتها الفكرية والقيمية الاشتراكية، من أجل تجويد الشرط النسائي والتنديد بكل مظاهر العنف وخرق الحقوق الإنسانية الضامنة لكرامة النساء وسلامتهن البدنية والنفسية والعاملة على إحقاق العدالة الاجتماعية والولوجية المتكافئة بين الجنسين في كل المرافق والخدمات، إيمانا منها بأن دائرة العنف المستمر ضد النساء له انعكاسات اجتماعية ومجتمعية خطيرة، من حيث تصاعد اللاستقرار الأسري، وتعميق الهشاشة النفسية والقابلية المتزايدة للتفكك الاجتماعي.
وحملت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، الدولة المسؤولية في ما يقع للنساء من عنف بمختلف تجلياته، باعتبارها الضامن الأساسي لحقوق المرٱة في السلامة والصحة النفسية والجسدية، وكذا معركة كل الفاعلين من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف والاحترام والمساواة.