الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني بأناقته المعهودة يسوق سيارته الخاصة

شهامة ملك.. مولاي الحسن يرفض الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي على أرض الجزائر المحتلة بشوارع وهران

 
حسن عين الحياة
 
أبان الملك الراحل الحسن الثاني، وهو ولي للعهد، عن تتبعه الدقيق لما يجري في مملكة والده السلطان محمد الخامس، فانشغالاته بالأمور السياسية كانت لا تُعد ولا تحصى، ما جعله متمردا على السلطة الاستعمارية كما توضح غزارة المعطيات التي يسردها "عراب الصحافيين" المغاربة المرحوم مصطفى العلوي في كتابه "الحسن الثاني الملك المظلوم".. ربما هذه الانشغالات السياسية لمولاي الحسن، يقول الكاتب "هي التي جعلته مرة، كما قال لجاك شانسيل في التلفزة الفرنسية، يسقط في امتحان تجريبي للباكلوريا. الشيء الذي أثار غضب والده محمد الخامس، الذي هدده بأن يتصرف معه كتصرف السلطان مولاي سليمان، الذي سحب ولاية العهد من والده".
ومن مظاهر تمرد مولاي الحسن، حسب الكاتب، أن ولي العهد هو أول شاب في سن الخامسة عشرة يعلق له الجنرال دوغول وسام جوقة الشرف الفرنسية، وأول مخلوق أجنبي يعلق له هذا الوسام، فيرفض تعليق شارته على صدره، وينتزع لاروزيط من على صدره، ليكتب عنه تقرير فرنسي أنه يكره فرنسا.
ويسافر بنا مصطفى العلوي إلى الماضي السحيق من المغرب المستعمَر، حين يكشف عن تمرد آخر لمولاي الحسن، وعن شهامته أيضا "بعد مغامرته كضابط في البحرية الفرنسية على ظهر الباخرة جان دارك، حيث كان ينام كعسكري مع العساكر". وتبعا لما كشف عنه الكاتب.. "عندما توقفت الباخرة يوما بميناء وهران الجزائري، حيث كان مقررا أن يشارك في استعراض عسكري بشوارع وهران، احتفالا بالعيد الوطني الفرنسي يوم 14 يوليوز، كان مولاي الحسن العسكري الوحيد الذي رفض النزول من البارجة، كموقف سياسي من العيد الوطني الفرنسي، على أرض الجزائر المحتلة".
تقمُّص مولاي الحسن لشخصية المعارض السياسي كانت، حسب العلوي، ممزوجة بحالات فورات الشباب.. وهي "التي جعلت الشرطي الفرنسي روني لوكلير، يصفر على سيارة كانت تسير بشارع في الرباط في الاتجاه الممنوع، وحرر الشرطي الفرنسي في محضره، أنه عندما أوقف سائق السيارة، واكتشف أنه ولي العهد مولاي الحسن، نبهه للمخالفة إلا أن الأمير أخذ أوراقه، واستأنف السير في الاتجاه المعاكس". ما يعني أن مولاي الحسن كان رافضا للوجود الفرنسي على أرض والده.