الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
كاريكاتير إبراهيم غالي

الجيش المغربي يحرم إبراهيم غالي وجماعته الانفصالية من رائحة البحر إلى الأبد والإحباط يُخَيِّم على تندوف

 
حسن عين الحياة
 
تفيد المعطيات الواردة من تندوف، أن هناك تذمرا عارما يهيمن في نفوس السكان، بعدما تلقت جبهة البوليساريو، يوم أمس الأحد، ضربة قوية في منطقة المحبس على يد القوات المسلحة الملكية، أسفرت عن تدمير آلية عسكرية للانفصاليين.
هذا التذمر زاد أكثر بعدما فقدت جبهة البوليساريو آخر المنافذ، التي كانت تغذي من خلالها أوهام التندوفيين، وهي منطقة الكركارات، التي ظلت في ما مضى تتسلل إليها، وتلتقط الصور بالشاطئ، بالبزات العسكرية، فيما كانت تسميه، وفق أجندتها الإعلامية الموجهة بـ"التيليكوموند" الجزائري، بـ"الاختراق".
اليوم تغير كل شيء، بعدما أوقف المغرب، بفضل قواته العسكرية المتمرسة، هذا العبث، وحرّر معبر الكركارات من قطاع الطرق، ومواصلة تعبيد الطريق وتمديد الجدار العازل إلى موريتانيا، وتأمين انسيابية تنقل الأفراد والسلع، بل وتدشين عهد جديد في المنطقة، حتى تلعب الدور المنوط بها، وهو ربط المغرب بعمقه الإفريقي.
بالنسبة لجبهة البوليساريو، وفق مصدر عسكري، فإنها تعرف جيدا أن ما تقوم به، إلى حدود الآن، لا يعدو أن تكون مجرد أعمال صبيانية، وأنها أقل بكثير من أعمال عسكرية، حيث تعتمد بالدرجة الأولى على إطلاق الرصاص عن بُعد، والذي لا يصل إلى الحزام الأمني، باعتبار أن المسافة بين هذه الميلشيات والقوات المغربية، طويلة جدا وتفصل بينهما منطقة عازلة، عرف المغرب كيف يستثمرها في زمن بناء الجدار الرملي، لتكون بمثابة مصيدة. وبالتالي، فإن كل هذه الشطحات التي لاتهش ولا تنش، والتي تروجها البوليساريو بنوع من "الفانطازيا"، تتم خلف المنطقة العازلة.
ومثال على ذلك، ما جرى بالأمس الأحد، حين وجهت القوات المغربية ضربة قوية، بمجهود قليل، لملشيات البوليساريو، أدت إلى تدمير آلية عسكرية للبوليساريو بمنطقة المحبس.
وللتوضيح أكثر، وفق ما أكده مصدر عسكري، كانت شبكة الرادار المتطورة للقوات المسلحة الملكية المرابطة بالمنطقة، رصدت تحركات معادية شرق الجدار الأمني، وحينما كثفت القوات المغربية المراقبة، رصدت مجموعة من سيارات "جيب" المسلحة للبوليساريو، التي بدأت بتوجيه طلقات رشاشاتها على مسافة بعيدة نحو الجدار، وهذه الطلقات من عيار 14,5 ملم وعيار 23 ملم.
ولأن تعليمات صارمة قد صدرت بعدم التساهل مع أي استفزاز للبوليساريو، يتابع المصدر نفسه، فقد قامت القوات المغربية برد صارم وسريع، أدى إلى تدمير آلية عسكرية ناقلة للأسلحة، مما أدى إلى فرار ملشيات البوليساريو، والعودة خائبين إلى مخابئهم في تندوف.
لكن ما يبعث على الضحك، هو كيف تحول الآلة الدعائية للبوليساريو هذه الهزائم والخيبات إلى انتصارات، تشبه في تفاصيلها قصص العنتريات، المشحونة بالأسطرة (من الأسطورة)، والتي "عاق بها" المغاربة، وحتى التندوفيون أنفسهم لم تعد تنطلي عليهم، خصوصا بعد انكشاف حقيقة الطائرة، التي زعمت البوليساريو أنها أسقطتها، إذ تبيّن أنها مأخوذة من لعبة "بلاي ستيشن"، وشرع الصحراويون في تندون يتداولونها بينهم بالنكت والمسخرة، بل إن عددا منهم بعثوا بها إلى أهاليهم في الأقاليم الجنوبية.
 
 
ووصلت المسخرة أوجها عندما ضبط التيندوفيون، تصوروا التندوفيون هم الذين أعلموا إخوانهم في الأقاليم الجنوبية بهذه الخدعة، وهي أن عناصر من البوليساريو تروج عدة عشرات من مقاطع الفيديو التي تم التقاطها من مسرح الحرب في اليمن، وبعد ذلك تصوروا أن التندوفيين سيصدقون إبراهيم غالي، "الزعيم" الذي يتحرك كدمية بقفازات المؤسسة العسكرية الجزائرية، حينما روج فيهم أنه أعلن الحرب على المغرب. ذلك أن آلته الدعائية، نقلت عنه، وهو في مخبئه في تندوف، والمسمى "غرفة العمليات" قوله: قرار إنهاء الحرب لن أتخذه ما دمت حيا، قبل إنهاء مهمة التحرير، وهي الكلمة التي رد عليها الناشط الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بالقول هذه "بروباكَاندا تسويق الوهم.. عجز عن المحافظة على أقل من 5 كيلومترات، حرمته من ريحة البحر بقية حياته، ويقول إنه سيحرر كامل الصحراء". في إشارة إلى كنس الجيش المغربي لملشيات البوليساريو من الكركارات، تلك المنطقة التي كان غالي يتسلل إليها خفية، ويلتقط الصور خلف البحر، للترويج أنه حرر المنطقة، لكن كما قال مصطفى سلمة، لقد حرمته القوات المسلحة الملكية من رائحة البحر إلى الأبد.