الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ترجمة وتقديم إبراهيم الخطيب.. مع بورخيس للكاتب ألبيرطو مانغيل في دار النشر المغربية الفنك

 
عن الكتاب والكاتب والمترجم ودار النشر
 
في بوينس أيرس، سنة 1964، يدنو كاتبٌ أعمى من موظف مكتبة عمره ستة عشر عاماً ويسأله إن كان يهمه العمل بدوام جزئي كقارئ بصوتٍ مرتفع.
كان الكاتب هو خورخي لويس بورخيس، أحد العقول الأدبية الأكثر رهافة في العالم، وكان الصبي هو ألبرتو مانغويل، الذي أصبح لاحقا مولِّفا ومحبّا للكتب مشهودا له بذلك على المستوى العالمي.
أمضى الفتى مانغويل عدة سنوات يقرأ بصوت مرتفع ويدوِّن ما يقوله بورخيس اللغز. وههنا يستعيد ذلك الزمن بأمانة ودفء، ويعرض لنا لوحة حميمية ومؤثرة لواحد من كبار الأدباء العظماء.
والمترجم؟ لا معنى للسؤال بمجرد ما تعرف أنه إبراهيم الخطيب، الذي داوم على قراءة بورخيس عشر سنوات، قبل أن يغامر ويترجمه لقراء العربية...
أن تعرف أن مترجما ظلّ يقرأ لكاتب طيلة عقد قبل أن يدخل غمار ترجمته، سيُعطيك انطباعا أوليا عن أيّ "عُملةٍ" من المترجمين هو إبراهيم الخطيب، يقول عنه الكاتب محمود الرحبي، ويزيد: لا يعرف القارئ العربي من أي لغةٍ تأتيه ترجمات المغربي إبراهيم الخطيب، فقد ترجم للأميركي بول بولز من الإنجليزية، ولخورخي لويس بورخيس، وخوان غويتسولو، من الإسبانية، وترجم للشكلانيين الروس ورولان بارت من الفرنسية. ولكن هذا القارئ يعرف أمرا أساسيا، فالخطيب يقدّم كل ترجماته بلغة عربية قوية وعذبة في الآن ذاته، تدلّ على استمتاع ومنادمة طويلة وعشق نادر للغة الضاد...
وماذا عن دار النشر؟ هل السؤال عن الكاتبة والناشطة المدنية والمناضلة ليلى الشاوني أم عن اسم دار النشر على اسم حيوان: الفنك؟ غالبا الناس يعرفون ليلى الشاوني ككاتبة وباحثة ومناضلة، وهي أيضا وأساسا ناشرة، تقول ليلى إن اختيار "الفنك" كاسم لدار النشر، التي تمتلكها، اختيار "لا يرتبط فقط باسم حيوان ذي صلة بالمغرب، وإنما يرمز أيضا إلى مقاومة هذا الثعلب الذي يعيش في الصحراء"، كلمة السر إذن هي: المقاومة...
أسست ليلى الشاوني مؤسسة دار النشر "الفنك" سنة 1987، وتصدر طبعاتها باللغتين الفرنسية والعربية، وتتميز بتنويع إصداراتها، لتغطي مختلف الأنواع الأدبية، من خلال تعبئة ودعم العديد من الكتاب المغاربة، منهم على الخصوص عمر عزيمان وعبد القادر الشاوي ويوسف فاضل والراحلة فاطمة المرنيسي...
وانخرطت ليلى في تشجيع القراءة، حين تمكنت، بدعم من المؤلفين والموزعين، من إطلاق سلسلة بعشرة دراهم، تباع في الأكشاك والمكتبات...
قيل في الكتاب:
"يزوّد هذا الكتاب الممتع القرّاء بمفتاح يفتح أكثر من غرفة سرية في عوالم بورخيس السحرية". محمود درويش
في الأكشاك والمكتبات
الكتاب موجود في الأكشاك والمكتبات بثمن مناسب جدا: 35 درهما...