الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ومضات جيلالي وساط: بيتنا العجيب

 
جيلالي وساط
 
حين سمعنا بالخبر كانت سعادتنا لا تصدق: سيرحل أب وأم حميد عن الدوار وسيبقى هو وحيدا في الدار...
قال له أبوه:
- إلى بغيتي تبقى بْقى، دبّر لراسك...
هكذا أصبح لنا بيت نجتمع فيه!
كان باب الدار يطل على المقبرة، وقد صارت هذه الدار خالية تماما بعد رحيل الأبوين، قررنا أن نؤثّتها، أتينا بحصائر بالية ووسائد قديمة وقنينة غاز صغيرة وبعض الأواني، لكن المنظر بقي بئيسا حتى أتى عبد الجبار.
كان قد اشتغل في سينما الحمراء ولديه عدد كبير من الملصقات الدعائية للأفلام، وهكذا امتلأت الجدران بصور النجوم!
حين تفتح الباب وتدخل، ينظر نحوك لي فان كليف بسخرية وهو يوجه مسدسه باتجاهك، في المطبخ ستيف الريف يحمل حبيبته وموسى يشق البحر، في صحن الدار بريس لي وهندية جميلة وهنود حمر، في الغرفة الوحيدة دراكولا وفرانكشتاين وشارلي شابلن، بجانب المرحاض أبي فوق الشجرة... وحين تخرج، أمامك المقبرة.
في هذا البيت عشنا ذكريات رائعة.